من أصل 30 ألف فرد تقريبا يلجون سوق الجملة بالدار البيضاء، تم، اليوم الأحد 8 دجنبر2019، "الاحتفاء" بسائق واحد احتفاء خاصا؛ ليس لأن هذا السائق حصل للتو على شهادة "البيرمي" أو لأنه "أشهر إسلامه على يد الحاج المطاعي بسيدي البرنوصي" أو لأنه "تزوج الأخت الصغرى لرئيس أوكرانيا"، بل لأن هذا السائق جاء على متن سيارة بيكوب محملا بسلعة خاصة من قبائل أيت باعمران بسيدي إفني موجهة لسوق خاص، ألا وهو النساء الحوامل بمدينة كازا. فإذا كانت نسوة حوامل يعانين الوحم ويشتهين "الطين" أو الجبن أو "الجير" أو التوت وغيرها من المنتوجات، فإن أخريات يشتهين "الكرموس الهندي" بعد أن يقل تسويقه.
سيارة بيكوب التي ولجت اليوم سوق الجملة بالبيضاء، كانت محملة بـ 60 صندوقا من "الكرموس الهندي"، وهي فاكهة يقل تسويقها بشكل كبير في فصل الخريف، بدليل أنه في وقت الذروة بأشهر الصيف تفد على سوق الجملة للبيضاء 65 إلى 70 شاحنة في اليوم، وكل شاحنة تحمل ما بين 400 و500 صندوق من "الكرموس الهندي"، في حين أنه في المرحلة الخريفية لا تلج للسوق سوى سيارة واحدة يتيمة من نوع "بيكوب" كل يومين تحمل بالكاد 60 صندوق .
ما يفاجئ المرء، هو أن تجار العربات "الكروسة" الذين يحجون إلى سوق الجملة بالبيضاء لشراء أربعة أو خمسة صناديق من "الهندية" من عند صاحب "البيكوب"، أن معظمهم يبيع بالشارع العام قرب سوق القريعة والإدريسية وقيساريات درب السلطان وشارع علي يعتة بالحي المحمدي (فم الحصن سابقا): ليس لأن السلطة بهذه الأحياء تتساهل مع هؤلاء الباعة المتجولين مقارنة مع السلطة في أحياء أخرى، بل لأن هذه المناطق تأوي القيساريات ومحلات بيع الأثاث والأثواب وما شاكل ذلك بشكل يجعل النساء هن الأكثر ارتيادا لهذه الفضاءات، وبالتالي ارتفاع معدل احتمال "تصيد" زبونة حامل تعاني من الوحم !!
وإذا علمنا أن هناك ما بين 170 و180 حالة حمل يوميا بالدار البيضاء، سنقف على حقيقة ساطعة مفادها أن تجار القرب والباعة بالبيضاء على دراية بالمجتمع ويدرسون عاداته وحاجياته ويفهمون "الكود"CODE الخاص به أحسن بكثير من العديد من الوزراء والمنتخبين والولاة والمسؤولين العموميين.