الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

"نفايات" أحقاد عسكر الجزائر ضد المغرب

"نفايات" أحقاد عسكر الجزائر ضد المغرب الرئيس تبون والجنيرال شنقريحة
من كثرة الأحداث التاريخية المشتركة بيننا وبين الجزائر، ونظرتهم إلى الصحراء كقطعة "كعكة" لاختراق المغرب وبناء جسر من قصر المرادية إلى المحيط الأطلسي، ولو على حساب زرع الفتنة بين شعبين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما، ووضع منطقة المغرب العربي على فوهة بركان، وتعطيل عجلة "اتحاد" مغاربي كان من الممكن أن يشكل ثورة اقتصادية إذا تكاملت هذه البلدان ووضعت أحقادها التاريخية جانبا وأطماعها التوسعية، ونظرت إلى المستقبل بعين التفاؤل وفتح الحدود والانتقال الحر للإنسان والبضائع. من كثرة الأحقاد التاريخية والمناوشات بين البلدين، ارتفع سقف الخلاف، وامتلأت براميل الغضب. لذا تكوّم "أرشيف" تاريخي بين البلدين يضجّ بالسموم والأحقاد والحروب. تكفي كبسة زرّ على محرك البحث "غوغل" لكلمتين: المغرب والجزائر، ويمكن أن تقرأ حتى "يطيب" قلبك من المقالات المؤلمة والأحداث الدامية والخصومات التاريخية. فتح الأرشيف التاريخي بين البلدين هو فتح جرح غائر وعميق، يحزن ولا يفرح، يؤلم ولا يدعو إلى الفخر، يخرّب ولا يؤسّس، يدنّس ولا يرسم حمامة سلام وغصن زيتون. 
من كثرة ما تقصف الجزائر المغرب، أصبح "عقيدة"، و"احتفالا" رمزيا يضاف إلى الأعياد الوطنية التي سيضيفها جنيرالات قصر المرادية، العيد سيسمى يوم "العدوّ المغربي". ويا للمفارقة، عيد المسيرة الخضراء الذي يحتفل به المغاربة كصفحة مشرقة من صفحات الكفاح المغربي ضد الاحتلال، هو في الجزائر يوم "الغضب" و"الحقد" وبث "السموم" ونشر "الفتن". 

 
 
هكذا تنظر إلينا الجزائر، وإلى الصحراء، كطريدة ووجبة دسمة تتمنى يوما افتراسها منذ 1975 بالدسائس ونصب الفخاخ والرشوة. منذ 1975 بنى جنيرالات الجزائر أخدودا عميقا لتمزيق الحدود البلدين وإحداث شرخ عميق بين الشعبين.
في "الوطن الآن" يؤسفنا أن نخرج هذا الأرشيف الجزائري لإعادة نشره، مقالات كتبت بألم، ننتقي منها ما يعبر عن حرب "مقدسة" يخوضها جنيرالات سقطت أنيابهم السامة في سبيل احتلال أرض "طاهرة" أكثر "قداسة" من حربهم "الباطلة"، هي الصحراء المغربية، مدافن قبور الأسلاف وامتداد التاريخ والجغرافيا والتضاريس ومسقط حضارة المغاربة ومعبر الفتوحات والغزوات.
اليوم بجرة قلم أسود يرغب الجنيرالات تلطيخ هذا التاريخ.. صفحات تاريخ حضارة من أقدم الحضارات الكونية. وهذا ما لا يفهمه "الدمية الناطقة" عبد المجيد تبون، هو أن التاريخ لا يموت، ومن لا تاريخ ولا حضارة له لا يفهم الفرق بين دولة "صانعة" للتاريخ تدافع عن عمقها الترابي والحضاري، ودولة بلا هوية تاريخية، كتب الاستعمار الفرنسي "شهادة" ميلادها، ومنحها اسما، ورسم لها حدودا، وعلّف "عصابة" لتنهب خيراتها. وها هم قادتها اليوم يقلدون المبدأ نفسه، ويستأجرون "عصابة" ويمنحوهم "دويلة" فوق تندوف، الأرض المغربية بالمناسبة، ولكنّ بطون الجنيرالات لا تشبع وتقول هل من مزيد.. هل من مزيد؟!
 ملحوظة:
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"