Tuesday 2 December 2025
مجتمع

المغرب والأدوية المستخرجة من CBD: خطوات هادئة وثابتة نحو خارطة فعالة للقنّب الطبي العلاجي

المغرب والأدوية المستخرجة من CBD: خطوات هادئة وثابتة نحو خارطة فعالة للقنّب الطبي العلاجي الدكتور أنور الشرقاوي
الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي (ANRAC) 
يتقدّم المغرب، بهدوء ولكن بثبات، في مجال ظلّ لعقود حسّاساً ومعقّداً: مجال القنّب الهندي المشروع، المؤطّر والموجَّه نحو الاستخدامات الطبية و الصحية.
فخلال سنوات قليلة فقط، نجحت الدينامية التي تقودها المؤسسات والفاعلون في تسجيل 90 منتجاً طبياً وتجميلـياً يعتمد على مادة CBD، وهو المكوّن المستخرج من القنّب الهندي من دون أي تأثير نفسي، لكنه غني بقدرات علاجية أصبحت اليوم من الصعب تجاهلها.
 
هذا التحوّل الوطني ينسجم مع موجة عالمية واسعة
ففي كندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والنمسا، تتقدّم الأبحاث حول الـCBD بوتيرة غير معتادة.
كل دراسة جديدة توسّع مجال الاستعمالات المحتملة، وتؤكّد الاهتمام المتزايد لدى المواطنين بهذه المنتجات التي كانت، قبل سنوات، هامشية… وأصبحت اليوم جزءاً من نقاشات الصحة العامة.
 
دراسة أوروبية تغيّر قواعد اللعبة 
أحد أهم التطورات جاءت من أوروبا.
ففي نهاية شتنبر 2025، نشرت مجلة Nature Medicine نتائج تجربة سريرية من المرحلة الثالثة، أُنجِزت بالتزامن في ألمانيا والنمسا، واعتُبرت أقوى دليل علمي حتى الآن على فعالية الـCBD في علاج الألم المزمن.
أثارت الدراسة أنظار العالم:
820 مريضاً يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، موزعين على 66 مركزاً طبياً، خضعوا للمتابعة لأكثر من عام.
 
النتيجة:
انخفاض واضح في شدة الألم، تحسن جودة النوم، زيادة الحركة… ومن دون أي تأثير نفسي أو إدماني.
مع العلم أن آلام أسفل الظهر تُصنّف، حسب منظمة الصحة العالمية، السبب الأول للإعاقة الوظيفية لدى 620 مليون شخص عبر العالم.
أن توفّر مادة غير مسببة للإدمان هذه الفوائد، فهذا يغيّر بالفعل المشهد العلاجي.
كما يوضح منسّق الدراسة البروفيسور ماتياس كارست:
« هذه أول مرة يقدم فيها اختبار سريري دليلاً بهذا المستوى حول فعالية الـCBD». 
 
ما بعد الألم: آفاق علاجية مفتوحة 
تواصل مادة الـCBD إثارة اهتمام العلماء، لأنها تتفاعل مع بنية بيولوجية دقيقة تسمّى الجهاز الإندوكانابينويدي.
هذا النظام، المنتشر في الجهازين العصبي والمناعي، يلعب دوراً محورياً في التحكم في الألم، التوتر، النوم، والعمليات العصبية الوقائية.
وتُظهر الأبحاث المتوالية أن الـCBD قد يشكّل منظّماً عاماً للتوازن الفسيولوجي داخل الجسم.
 
المغرب… داخل هذه الدينامية العالمية 
في خضم هذا الزخم العلمي الدولي، يسلك المغرب طريقاً رصيناً ومدروساً.
فالوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي ANRAC تعمل على:
تنظيم القطاع
تأطير الفاعلين
إدماج المغرب في المعايير العالمية
كما بدأ المصنعون الدوائيون المحليون التعاون مع كليات الطب وعدد من المراكز الاستشفائية الجامعية لتطوير أدوية حقيقية مستخلصة من القنّب الهندي (CBD).
خطوة استراتيجية قد تجعل من المغرب فاعلاً مهماً، وربما أساسياً في الاقتصاد العلاجي الجديد المبني على القنّب الطبي.
فالمملكة المغربية لم تعد فقط فضاءً لزراعة مقنّنة، بل تتحول إلى فضاء للبحث، للمعرفة، وللتشريع.
وبذلك، يضع المغرب بصمته الخاصة على الخريطة العالمية العلمية للـCBD.