صدر حديثا للزميل الصحافي والحقوقي مصطفى العراقي مؤلف جديد بعنوان "ذاكرة دولة ودبلوماسية انتصار"، تخليدا.للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي شكلت محطة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث ومساره لاستكمال الوحدة الترابية.
في هذا العمل التوثيقي، الذي هو من منشورات جريدة "أنفاس بريس" ويحتوي على 204 صفحة قدم له الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس، يسعى الكاتب العراقي إلى رسم صورة شاملة لمسار قضية الصحراء المغربية على امتداد خمسة عقود، انطلاقا من الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك الراحل الحسن الثاني في 17 أكتوبر 1975 داعيا الشعب المغربي إلى القيام بالمسيرة الخضراء، وصولا إلى خطاب الملك محمد السادس في 31 أكتوبر 2025، الذي أكد فيه أن المغرب يعيش "مرحلة فاصلة ومنعطفاً حاسماً في تاريخه الحديث".
ويضم المؤلف أربعة محاور رئيسية تعكس التحولات الكبرى التي عرفها ملف الصحراء المغربية دبلوماسيا وسياسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في المحور الأول، يتناول الكتاب تطور الخطب الملكية الموجهة إلى الأمة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مبرزا الفارق في مضامينها بين عهدين:
- عهد الملك الحسن الثاني تميز بخطاب المواجهة والصمود والدفاع عن الشرعية التاريخية.
- عهد الملك محمد السادس اتسم بخطاب التنمية والدبلوماسية الهادئة التي ترتكز على الشرعية الدولية والمشاريع التنموية الكبرى.
- عهد الملك الحسن الثاني تميز بخطاب المواجهة والصمود والدفاع عن الشرعية التاريخية.
- عهد الملك محمد السادس اتسم بخطاب التنمية والدبلوماسية الهادئة التي ترتكز على الشرعية الدولية والمشاريع التنموية الكبرى.
في المحور الثاني، يعيد المؤلف تحليل دور منظمة الوحدة الإفريقية في مرحلة كانت فيها الجزائر تحاول توظيف قراراتها لخدمة استراتيجيتها الإقليمية الرامية إلى عزل المغرب وإدامة النزاع. ويبرز أن المغرب، بعد انسحابه سنة 1984 وعودته إلى الاتحاد الإفريقي، نجح في ترسيخ مبدأ أن ملف الصحراء هو حصري لدى الأمم المتحدة.
أما المحور الثالث، فيرصد الكيفية التي تطورت بها قرارات مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء منذ القرار الأول في أكتوبر 1975 إلى آخر القرارات الصادرة في أكتوبر 2025. ويشير الكاتب إلى أن هذه القرارات طوت نهائيا ثلاث خيارات غير واقعية: خطة التسوية، لجنة تحديد الهوية، والاستفتاء، مقابل تثبيت مقترح الحكم الذاتي كخيار جاد وذي مصداقية وواقعية يمثل الأساس لأي حل سياسي.
في المحور الرابع، يرصد المؤلف تطور تعامل الجمعية العامة للأمم المتحدة مع قضية الصحراء منذ 1965 إلى 2024، عبر ثلاث مراحل بارزة:
* مرحلة المناورات الإسبانية قبل المسيرة الخضراء.
* مرحلة الصراع الدبلوماسي بين المغرب وخصومه من 1975 إلى 1991.
* مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، حيث بدأت القرارات تتبنى تدريجياً مقاربة الحل السياسي وتتحرر من هيمنة الطرح الجزائري.
* مرحلة المناورات الإسبانية قبل المسيرة الخضراء.
* مرحلة الصراع الدبلوماسي بين المغرب وخصومه من 1975 إلى 1991.
* مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، حيث بدأت القرارات تتبنى تدريجياً مقاربة الحل السياسي وتتحرر من هيمنة الطرح الجزائري.
يؤكد مصطفى العراقي من خلال هذا الإصدار أن خمسين سنة من الدبلوماسية المغربية ما كانت سوى امتداد لذاكرة دولة ووطن آمن بعدالة قضيته، وانتصر بالشرعية التاريخية، وبحكمة قيادته، وبالتفاف شعبه حول مشروعه الوحدوي.