في أقصى الغرب من القارة، وُلد أسݣام وأزول من رحمٍ واحدٍ اسمه التاريخ.
تربّيا على ضوءٍ واحدٍ وذاكرةٍ مشتركة، غير أن المستعمر حين غادر، ترك بينهما بذور انقسامٍ لم تكن جغرافية بقدر ما كانت نفسية.
لقد أيقظ فيهما الهو — ذاك الجزء الغريزي في النفس — وجعل كلًّا منهما يبحث عن ذاته في مرآة الآخر،
بينما تراجع الأنا الأعلى، صوت الضمير الجمعي، أمام صخب الشعارات والشكوك.
لقد أيقظ فيهما الهو — ذاك الجزء الغريزي في النفس — وجعل كلًّا منهما يبحث عن ذاته في مرآة الآخر،
بينما تراجع الأنا الأعلى، صوت الضمير الجمعي، أمام صخب الشعارات والشكوك.
لم يكن أسگام منشغلًا بالسيادة على التراب،
بل ساعيًا لترسيخ معنى الوطن في الوعي قبل الجغرافيا.
أما أزول، فظلّ أسيرًا لوهمٍ ورثه من المستعمر:
أن امتداد الأرض يقاس بقدرة الدولة على استدعاء النزاع لا على بناء الجوار.
ومع مرور الزمن، صار هذا الوهم عقيدةً تُغذّيها لغة التوجّس وتبريرات الماضي.
بل ساعيًا لترسيخ معنى الوطن في الوعي قبل الجغرافيا.
أما أزول، فظلّ أسيرًا لوهمٍ ورثه من المستعمر:
أن امتداد الأرض يقاس بقدرة الدولة على استدعاء النزاع لا على بناء الجوار.
ومع مرور الزمن، صار هذا الوهم عقيدةً تُغذّيها لغة التوجّس وتبريرات الماضي.
وفي هذا الفراغ تمدّد الظل الثالث، ذاك الكائن الذي لا وطن له إلا الفتنة،
يتسلّل بين الشقيقين كما يتسلّل اللاوعي في لحظة ضعف،
يغذّي الخوف، ويُعيد إنتاج الاستعمار في شكل “وسيطٍ” يبيع لهما الأمان مقابل استمرار التوتر.
يتسلّل بين الشقيقين كما يتسلّل اللاوعي في لحظة ضعف،
يغذّي الخوف، ويُعيد إنتاج الاستعمار في شكل “وسيطٍ” يبيع لهما الأمان مقابل استمرار التوتر.
لكن الزمن تغيّر.
الأرض التي كانت موضوع الخلاف، استعادتها الشرعية الأممية لمن فهم أن السيادة تُمارس بالمنطق لا بالضجيج،
فقد اختار أسگام طريق الحكمة، وطرح مشروع الحكم الذاتي كصيغةٍ راشدةٍ تُنهي عبث التاريخ وتمنح المستقبل بعدًا عقلانيًا وإنسانيًا.
الأرض التي كانت موضوع الخلاف، استعادتها الشرعية الأممية لمن فهم أن السيادة تُمارس بالمنطق لا بالضجيج،
فقد اختار أسگام طريق الحكمة، وطرح مشروع الحكم الذاتي كصيغةٍ راشدةٍ تُنهي عبث التاريخ وتمنح المستقبل بعدًا عقلانيًا وإنسانيًا.
أما أزول، فما زال يتأرجح بين “هو” يدفعه إلى التوجّس، و”أنا أعلى” يذكّره بأن الأخوّة لا تُلغى بخطاب سياسي.
فكلّما اقترب من التهدئة، أعاده الظل إلى وهم البطولة،
حتى صار العناد غايةً في ذاته لا وسيلةً للبقاء.
فكلّما اقترب من التهدئة، أعاده الظل إلى وهم البطولة،
حتى صار العناد غايةً في ذاته لا وسيلةً للبقاء.
غير أن التحوّل الحقيقي لن يكون في الخرائط، بل في النفس المغاربية ذاتها،
حين تتصالح “الأنا” مع ضميرها الجمعي، وتدرك أن الأمن والتنمية لا يولدان من الصراع،
بل من مشاريع مشتركة في الطاقة والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي،
تحت مظلة الاتحاد الإفريقي الذي يمكن أن يكون الإطار الجديد لنهضة مغاربية.
حين تتصالح “الأنا” مع ضميرها الجمعي، وتدرك أن الأمن والتنمية لا يولدان من الصراع،
بل من مشاريع مشتركة في الطاقة والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي،
تحت مظلة الاتحاد الإفريقي الذي يمكن أن يكون الإطار الجديد لنهضة مغاربية.
وحين يدرك أسگام وأزول أن من باع لهما الخوف هو نفسه من باع الحدود بالأمس،
سيفهمان أن المعركة الحقيقية ليست بينهما،
بل ضدّ الظلّ الذي علّمهما أن يخافا من النور.
سيفهمان أن المعركة الحقيقية ليست بينهما،
بل ضدّ الظلّ الذي علّمهما أن يخافا من النور.
وحين يلتقيان أخيرًا على وعيٍ جديد،
سيكتشفان أن السيادة لا تعني الانفصال، بل النضج،
وأن النصر لا يكون على الأخ، بل معه.
سيكتشفان أن السيادة لا تعني الانفصال، بل النضج،
وأن النصر لا يكون على الأخ، بل معه.

