سكان مخيمات تندوف يشككون في لجان البوليساريو ويتحدثون عن فساد ممنهج

سكان مخيمات تندوف يشككون في لجان البوليساريو ويتحدثون عن فساد ممنهج
أكد مصدر من داخل مخيمات الصحراويين أن قيادة جبهة البوليساريو أقدمت، خلال الأيام الأخيرة، على إرسال لجان وُصفت بـ“لجان المعاينة” إلى مختلف الولايات والدوائر داخل المخيمات، في خطوة أثارت موجة من الجدل والاستياء في أوساط السكان.
 
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الخطوة لا تعدو كونها، في نظر عدد من قاطني المخيمات، محاولة لامتصاص حالة الغضب المتزايدة في صفوفهم، والتغطية على ما يصفونه بانتشار مظاهر الفساد داخل هياكل قيادة الرابوني. وأضاف أن توقيت هذه التحركات يثير تساؤلات، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها السكان منذ سنوات.
 
وأوضح المصدر أن سكان المخيمات يعانون، وفق تعبيره، من تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة ممارسات يُتهم بها بعض المسؤولين، من بينها الاتجار في المساعدات الإنسانية، والتلاعب في منح التأشيرات والرخص، فضلاً عن تحويل عدد من الخدمات العمومية إلى ما يشبه “سوقًا غير معلن”، يتحمل المواطن البسيط كلفته.
 
وفي السياق ذاته، أفاد عدد من سكان المخيمات، بحسب ما نقلته مصادر محلية متطابقة، أن تشكيل هذه اللجان وتحريك الآلة الإعلامية المرافقة لها لم يعد يقنع الرأي العام داخل المخيمات، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تكررت في السابق دون أن تفضي إلى أي تغيير ملموس في أوضاعهم اليومية.
 
وأشار هؤلاء إلى أن مظاهر القبلية والمحسوبية، وفق توصيفهم، ساهمت في تكريس اختلالات عميقة، وأضعفت مبادئ العدالة والمساواة، ما فتح المجال أمام أشكال متعددة من التلاعب وسوء التدبير.
 
وفي ختام هذه التطورات، عبّر عدد من سكان المخيمات عن استنكارهم لما اعتبروه “تحركات ذات طابع استهلاكي وسياسي”، مؤكدين أن اللجان التي تجوب الولايات لا تعكس، في نظرهم، إرادة حقيقية للإصلاح بقدر ما تعكس محاولة لاحتواء الاحتقان المتصاعد داخل المخيمات.