رسالة مفتوحة تشعل النقاش من جديد حول مآل الاتحاد الاشتراكي في ظل ولاية إدريس لشكر الرابعة

رسالة مفتوحة تشعل النقاش من جديد حول مآل الاتحاد الاشتراكي في ظل ولاية إدريس لشكر الرابعة شقران أمام (يمينا) وإدريس لشكر
في خضم الجدل المتصاعد داخل أروقة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجّه القيادي الاتحادي شقران أمام، الرئيس السابق للفريق الاشتراكي بمجلس النواب وعضو المكتب السياسي الأسبق، رسالة مفتوحة إلى الكاتب الأول إدريس لشكر، عبّر فيها عن قلقه من المسار الذي يسلكه الحزب تحت قيادته خلال الولاية الرابعة على التوالي.

الرسالة، التي اتخذت طابعا نقديا صريحا، وضعت النقاش الداخلي حول مآل الاتحاد في صلب الاهتمام السياسي، معتبرة أن أزمة الحزب اليوم هي في جوهرها أزمة ديمقراطية تم المساس بها عبر ما وصفه أمام بـ"الاستفراد بالقرار" و"هيمنة المزاجية" على الحياة التنظيمية.
 
وانتقد شقران أمام بشدة ما اعتبره تراجعا لقيم الديمقراطية الداخلية، مؤكدا أن "التعيين بدل الانتخاب" أصبح ممارسة متكررة شوهت هوية الحزب التاريخية وأفقدته القدرة على الدفاع عن مبادئه أمام الرأي العام.

وأضاف أن "الولاية الثالثة والرابعة شكلتا انحرافا عن القواعد الاتحادية الأصيلة"، مشيرا إلى أن الحزب بات "مقيدا بمنطق الولاءات والمصالح أكثر من التزامه بالشرعية التنظيمية والقانونية".
 
وحذر القيادي الاتحادي من أن الاتحاد فقد كثيراً من بريقه داخل المجتمع، قائلاً إن الحزب "لم يعد صوته مسموعا، ولا مبادراته مؤثرة كما كانت في عقود سابقة"، مرجعا ذلك إلى غياب النقاش الداخلي المنتج وانكماش الممارسة الديمقراطية الحقيقية.

ورأى أن ما وصفه بـ"العبث التنظيمي" أفسح المجال لتغلغل الفساد، حيث تم "السماح لوجوه غير منسجمة مع قيم الحزب بالترشح باسمه"، الأمر الذي أفقد الاتحاد مصداقيته في نظر جزء واسع من مناضليه وأنصاره.
 
وفي ختام رسالته، ناشد شقران أمام إدريس لشكر بـ"فتح نقاش صادق ومسؤول حول مستقبل الحزب"، موجها إليه طلبا رمزيا بـ"نشر لائحة أعضاء المجلس الوطني والنظامين الأساسي والداخلي" في بادرة لإعادة الثقة والشفافية إلى التنظيم.

كما دعا إلى قراءة أرضية ترشح لشكر لقيادة الحزب "بكثير من الحكمة والرغبة في البناء"، في إشارة إلى الحاجة لإعادة تقييم مسار القيادة الاتحادية خلال العقد الأخير.

تأتي هذه الرسالة في سياق احتدام النقاش الداخلي حول شرعية استمرار إدريس لشكر على رأس الحزب لولاية رابعة، في ظل أصوات متزايدة ترى أن ذلك يعمق أزمة التمثيلية ويضعف الحضور السياسي للاتحاد الاشتراكي في المشهد الحزبي الوطني.

ويرى محللون أن رسالة شقران أمام قد تعيد إحياء نقاش الإصلاح الداخلي من جديد، بين تيار يدعو إلى التداول وتوسيع قاعدة القرار، وآخر يدافع عن استمرارية القيادة الحالية بدعوى الحفاظ على وحدة الحزب في مواجهة التحديات الانتخابية المقبلة.