من أدرار إلى الصحراء المغربية.. صدى زيارة تينيكي يُعيد الأمل في بعث مهد قبائل تجكانت

من أدرار إلى الصحراء المغربية.. صدى زيارة تينيكي يُعيد الأمل في بعث مهد قبائل تجكانت الشيخ ابا حازم وجانب من اجتماع قبائل تجكانت بموريتانيا
تركت الزيارة التي قام بها الأمين العام لوزارة الثقافة الموريتانية، سيدي محمد جدو خطري، لموقع تينيكي الأثري مساء 20 دجنبر 2025، ضمن مهرجان مدائن التراث بولاية أدرار، أثرا طيبا لدى قبيلة تجكانت في الصحراء المغربية..

ووصف الطالب بويا أبا حزم، الشيخ العام لقبيلة تجكانت بالمغرب الزيارة بأنها ذات أهمية كبيرة في رد الاعتبار لمدينة تينيكي الأثرية التي تعد حاضرة قبائل تجكانت الممتدة في 36 دولة عبر العالم.

ووصف  المسؤول الموريتاني الفعالية بأنها "جسر يربط بين الذاكرة التاريخية ونبض الحاضر"، مشددًا على أهميتها كإرث ثقافي حي يظل شعلة للأجيال القادمة، داعيا القائمين على التظاهرة إلى مواصلة الجهود لتظل تينيكي "منارة للعلم والفن والذاكرة الجماعية"، تحكي قصة الأجداد ومجدهم الذي صاغ حضارة الأرض.

وتأسست مدينة تينيكي (أو تنيقي) التاريخية في موريتانيا على يد قبيلة تجكانت في أواخر القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي)، بعد سقوط دولة المرابطين بقرابة 150 عامًا، وهي أول مدينة أسستها القبيلة ككيان مستقل عن أصلها اللمتوني.

وكانت تينيكي الحاضنة الأساسية والأولى لتجكانت، التي انفصلت عن فصيلة مسوفة اللمتونية معلنة استقلالها، وأصبحت مركزًا علميًا وحضاريًا يقارن بالأزهر الشريف في مصر لكثرة علمائها، مدعومًا بموقعها على طرق التجارة الصحراوية مثل الطريق اللمتوني بين سجلماسة وأوداغست.

وشهدت ازدهارا عمرانيا وزراعيا بفضل وادي إرغيوى الغني بالمياه الجوفية، حيث حفرت تجكانت آبارها الأولى هناك، من هنا تتداول عبارة "ما في الدنيا جكني إلا وهو خارج من تنيكي"، مشيرة إلى أنها مهد آل جكان.

ويقود الطالب بويا أباحازم الشيخ العام لقبيلة تجكانت بالمغرب، حملة ترافعية من أجل رد الاعتبار لمهد القبيلة، داعيا أبناء تجكانت إلى النهوض الجماعي لإحياء مدينة تينيگي، باعتبارها رمزا علميا وروحيا في التاريخ المرابطي، ومهدا للمحاضر والزوايا التي أنارت الصحراء علما وإصلاحا.

وفي هذا السياق فقد أطلق الطالب بويا اباحازم بصفته رئيسا للرابطة الدولية لقبيلة تجكانت أول نداء مكتوب سنة 2010، متبوعا بتحركات ميدانية أبرزها زيارة وفد جكني للموقع سنة 2011، وتأسيس هيئة تينيگي بقيادة الوزير يحي ولد سيد المصطف لتنظيم جهود الإحياء.

ونظمت قبيلة تجكانت بالمملكة المغربية قافلة تاريخيّة غير مسبوقة إلى تينيكي في أبريل سنة 2014 شكلت محطة هامة في مسار المرافعة عن تاريخ الحاضرة الجكنية وماضيها التليد.

كما تواصلت الأنشطة بزيارات متكررة في 2016 و2019، وتأسست مبادرات مدنية لدعم المشروع، مثل كوكبة أشراف تجكانت ونادي تينيگي للثقافة والتنمية. وتتضمن رؤية الإعمار إنشاء مسجد مرابطي ومحظرة ودار ضيافة.