عمر المصادي : «سير، سير، سير» .. حين يتحول الجمهور المغربي إلى قلب نابض للمنتخب الوطني

عمر المصادي : «سير، سير، سير» .. حين يتحول الجمهور المغربي إلى قلب نابض للمنتخب الوطني عمر المصادي
لا يمكن الحديث عن كرة القدم المغربية دون التوقف عند الدور المحوري الذي يلعبه الجمهور في دعم المنتخب الوطني، فحيثما يحل “أسود الأطلس”، داخل الوطن أو خارجه، يكون الجمهور المغربي حاضرا بقوة، صانعا أجواء استثنائية، ومبدعا في أساليب التشجيع التي أصبحت علامة مميزة في الملاعب العالمية.
ومن بين أشهر الشعارات التي يرددها المشجعون المغاربة، يبرز هتاف «سير، سير، سير...» كرمز للحماس والثقة في قدرات اللاعبين، هذا الشعار البسيط في تركيبه، العميق في دلالته، يعكس روح الدعم اللامشروط التي تجمع الجماهير بمنتخبها الوطني، وتمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية لمواصلة العطاء داخل المستطيل الأخضر.
ويستمد تشجيع الجمهور المغربي قوته أيضا من روح التلاحم التي تجمع المغاربة ملكا وشعبا حول المنتخب الوطني، فقد ظل جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، حريصا على دعم “أسود الأطلس” ومساندتهم في مختلف الإستحقاقات، مما يعكس المكانة الخاصة التي تحتلها كرة القدم في الوجدان الوطني، ويجد هذا الدعم الرسمي صداه الواسع لدى الشعب المغربي، الذي يعبر عن اعتزازه بوطنه من خلال الإلتفاف الجماعي حول المنتخب، في صورة تعكس وحدة الأمة وتلاحم مكوناتها، وتجعل من تشجيع الفريق الوطني فعلا وطنيا يجسد الإنتماء والولاء للوطن.
ويمتاز الجمهور المغربي بتنظيمه وانضباطه، إلى جانب تنوع إبداعاته التي تتجلى في الأهازيج الجماعية، ورفع الأعلام الوطنية، وارتداء القمصان الحمراء، ما يحول المدرجات إلى لوحة فنية تعكس حب الوطن والإنتماء إليه.
وقد حظي هذا السلوك الحضاري بإشادة واسعة من المتابعين ووسائل الإعلام الدولية، خاصة خلال التظاهرات القارية والعالمية.
ولم يقتصر دور الجمهور المغربي على التشجيع داخل الملاعب فحسب، بل امتد إلى الشوارع والساحات العامة والمقاهي، حيث تتحول لحظات المباريات إلى مهرجانات وطنية تسودها أجواء الفرح والتلاحم الإجتماعي.
ويجسد هذا التفاعل الجماعي وحدة الشعب المغربي حول راية واحدة، وشعار واحد  "الله - الوطن - الملك"، بعيدا عن كل الإختلافات.
ويرى متتبعون للشأن الرياضي أن الدعم الجماهيري كان عاملا أساسيا في النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، إذ أصبح الجمهور يوصف باللاعب رقم 12، نظرا لتأثيره المباشر على أداء اللاعبين ورفع معنوياتهم.
وهكذا يبقى الجمهور المغربي نموذجا فريدا في التشجيع الرياضي، يجمع بين الحماس، والروح الوطنية، والسلوك الحضاري، مؤكدا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتعبير عن حب الوطن وصورته المشرقة أمام العالم.