بوشعيب دوالكيفل: لماذا تغيب المسلسلات المصرية عن التلفزة المغربية؟

بوشعيب دوالكيفل: لماذا تغيب المسلسلات المصرية عن التلفزة المغربية؟ بوشعيب دوالكيفل
على امتداد عدة عقود كان للأفلام والمسلسلات المصرية حضور كبير ووازن ومتميزعلى الشاشات العمومية المغربية، ترك الكثير منها، على الدوام، بصمات كبيرة وايجابية على الجمهور عامة ولدى عشاق السينما والتلفزيون خاصة، وفجأة تم، منذ سنوات، تغييب هذه الإبداعات السينمائية والتلفزية أساسا، التي هي صلة الوصل مع عموم المواطنين في بيوتهم.
 
لكن قبل سنوات وحاليا لوحظ تغييب غير مبرر، إن لم نقل مشبوه، ولا منطقي للإبداعات المصرية على شاشات البيوت والقاعات السينمائية، علما أن الإبداعات المصرية خطت، قبل سنوات ليست قليلة، خطوات متميزة شكلا ومضمونا وحضورا وسيناريوهات وأداء تشخيصي، على منصات خاصة وعلى الشاشات التلفزية.
 
ونقيض هذا الموقف، غير المبرر وغير المستند على تبريرات، شهد مهرجان مراكش الدولي للفيلم، في دورته الثانية والعشرين تحولات متسارعة، حيث تظل السينما، أكثر من أي وقت مضى، معيارا أساسيا يوفر فضاء للمشاركة والتقاسم، ولغة عالمية قادرة على تعزيز التقارب بين الناس، وتنوير مجتمعاتنا، وتوسيع آفاق المهنية والفرجة والمتعة الفنية بمشاركة مبدعين ومبدعات في الكتابة والتشخيص والإخراج والتصوير ..... حيث كان حضور فنانات وفنانين من مصر وفيلم متميز لم يمر مرور الكرام بل حضي باهتمام المختصين والجمهور والمواقع والشبكات التواصلية الحديثة وواسعة الانتشار .
 
كما لوحظ اهتمام نجوم وصُنّاع السينما خلال دورات سابقة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش حضور وبصمة للسينما والسينمائيين المصريين في فعالياتها. كما لوحظ احتفاء ملموس بالسينما والسينمائيين والسينمائيات المصريين في أكبر مهرجان سينمائي مغربي هو شيء عادي وطبيعي وبديهي لاعتبارات عديدة، بالنظر لقيمة المنجز الفني المصري وتميز السينمائيين المصريين، سواء على الشاشات التلفزية أو السينمائية.
 
كما لوحظ في دورة مراكش هذه السنة، الحضور السينمائي المصري، في عدد من فقرات المهرجان، ففي فقرة العروض الاحتفالية، برمجت الدورة فيلم "الست" لمخرجه وحيد حامد، فضلا عن مشاركة الممثلة يسرا في فقرة "حوارات"، علاوة على التكريم الذي خصص للفنان حسني فهمي، في حفل الافتتاح. وهو تكريم اختار المنظمون أن يرافقه عرض لأربعة أفلام المُكرم، وهي: "العار" لمخرجه علي عبد الخالق ( الذي تميزت أفلامه بالجدية والخوض في قضايا وإشكاليات مجتمعية منذ عقود)، و"خلي بالك من زوزو" لمخرجه حسن الإمام، و"ليلة بكى فيها القمر" لمخرجه أحمد يحيى، و"إسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين. كما أن الممثل حسين فهمي الذي نال تكريم مهرجان مراكش، بحضوره الكاريزمي، على امتداد أزيد من خمسة عقود، نبلَ السينما المصرية وحداثتها، وله مسلسلات كثيرة لم تمت رغم قدمها. ونفس الأمر بالنسبة للممثلة يسرى التي تعد من أكثر الفنانين المصريين حضورا في دورات مهرجان مراكش، ولها أفلام ومسلسلات متميزة من حيث المضمون والأداء تستحق البث على التلفزيون المغربي . فقد شكّلت مسيرتها الفنية جزءاً محورياً من مشهد السينما العربية وعدد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية لأزيد من أربعة عقود. أدت، منذ سبعينيات القرن الماضي، أدوار البطولة حيث تألّقت بموهبتها الفريدة وجاذبيّتها القوية وحضورها المتميّز، فضلاً عن أدوارها الرائدة التي ما زالت تلهم أجيالاً من الفنانين.
 
كما أن الممثلة منى زكي، غير القديمة جدا والمنتمية إلى الأجيال الصاعدة بقوة، نالت احتفاء بأبرز الأفلام المعروضة لهذه السنة في مهرجان مراكش، ضمن فقرة العروض الاحتفالية، فيلم "الست" (2025)، من إخراج مروان حامد، وبطولة منى زكي وسيد رجب وأحمد خالد صالح ومحمد فرج وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي.
 
وللفنانة منى زكي العديد من المسلسلات المتميزة شكلا ومضمونا تستحق أن تقتنيها التلفزة المغربية وألا تحرم الجمهور المغربي من الاطلاع عليها والتمتع بجماليتها الفنية ومضامينها وجدية القضايا التي تتناولها، في احترام واضح لذكاء المتفرجين والمتفرجات.