أم الجمعيات بوزان تسدل الستار على النسخة الثامنة لعرسها البيئي بلمسة إفريقية

أم الجمعيات بوزان تسدل الستار على النسخة الثامنة لعرسها البيئي بلمسة إفريقية أم الجمعيات تصالح ساحة الاستقلال مع الأطفال
نجحت حركة الطفولة الشعبية بدار الضامنة في سرقة لحظات فرح من واقع قاتم، أهدتها لأطفال مدينة جعلت منها لعقود سياسات عمومية ترابية حاضنة للبؤس بكل أشكاله، مدينة أطفالها كما شبابها وكبار سنها جعلها صناع القرار على أكثر من مستوى في خصومة مفتوحة مع الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتعوا بها.
 
ليس وحدها فعاليات ترفيه الأطفال التي توزعت بين الفضاءات المغلقة والأخرى المفتوحة التي نجحت أم الجمعيات في توفيرها لمدة ثلاثة أيام متتالي، بل نجحت كذلك في إعادة الاعتبار للندوات الفكرية والثقافية التي تدور برحاب المركز الثقافي، جمهور نوعي وكثيف يعود للفضاء الثقافي يذكرنا بزمن دار الشباب التاريخية. وما لم يلتقطه من لا يقف على نفس المسافة من جمعيات المجتمع المدني هو اللمسة الإفريقية التي ميزت النسخة الثامنة لمهرجان الطفولة الذي انعقد تحت شعار "بأيدي الأطفال نحمي بيئتنا ... ونرسم أفريقيا خضراء من وزان"
 
تميز افتتاح النسخة الثامنة للمهرجان بجلسة تعددت فقراتها، أثنى فيها شركاء مدنيين و مؤسساتيين على جودة وتنوع الفعاليات والأنشطة والمبادرات التي تطلقها حركة الطفولة الشعبية، وتوقفت مختلف الشهادات، على أهمية وراهنية الشعار المؤطر للمهرجان في علاقته بإفريقيا حيث تتمدد جدور بلادنا، و التي تعتبر أكبر ضحية للتغيرات المناخية التي يسببها كبار العالم.
 
الفقرة الثانية من جلسة الافتتاح جمعت فوق المنصة ثلة من الكفاءات المشهود لها بالحضور الرفيع في الحقل البيئي الواسع، حيث تناول كل متدخل من زاوية اهتماماته موضوع " من التربية البيئية إلى تدبير الماء : نحو مدن مستدامة صديقة الطفل" .
وسلطت الأستاذة الجامعية زكية الرايس الضوء على " الماء في حياة الطفل : نحو فهم بيئي ومسؤولية مشتركة ".
وبدورها " التربية البيئية " كانت لها حصتها في الندوة، وذلك بعد أن تناولها المصطفى أفعداس ، المكون معتمد في مجال البيئة. أما الباحثة في سلك الدكتورة أميمة أخي فقد تناولت موضوع الندوة من جانب " الحق في المدينة المستدامة للطفل ، نحو مقاربة ترابية تدمج التربية البيئية في التخطيط الحضري ".
 
ولأن المهرجان طفولي بامتياز ، ولأن من الأهداف التي سطرتها أم الجمعيات، تلاقح الثقافات، والانفتاح على تجارب المجتمعات الإفريقية، ومد جسور الاندماج في وجه من اختار بلادنا مستقرا له، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، فقد حاور في جلسة أرخى الدفيء الانساني بظلاله عليها، شباب مغاربة زملائهم وزميلاتهم يمثلون 17 دولة إفريقية، كما تم تنظيم ورشات شارك فيها مشاركات ومشاركون من المغرب و أفارقة جنوب الصحراء.
 
ولأن حركة الطفولة الشعبية لم يسجل عليها التاريخ بأنها حصرت حضورها بين الجدران ، وأنها منذ وجودها فجر الاستقلال وهي في احتكاك حقوقي مع عموم الأطفال في الفضاءات العمومية المفتوحة فقد نظمت كرنفالا استثنائيا جاب شوارع رئيسية بدار الضمانة قبل أن يستقر في محطته الأخيرة بساحة الاستقلال التي تشكل القلب النابض لدار الضمانة، بهذه الساحة التاريخية التي تعسف على وظيفتها الاجتماعية والترفيهية والثقافية، التدبير الترابي الذي لا لون ولا طعم له ، عانق مئات الأطفال الفرح من خلال فقرات ترفيهية وتنشيطية، ونجح منشطات ومنشطي مختلف هذه الفقرات في تمرير حزمة من القيم تتربع على عرشها قيمة المواطنة .
 
شكرا أم الجمعيات على هذه اللحظات الجميلة التي جعلت أطفال دار الضمانة يربطون الاتصال بالحق في الفرح الذي تنص عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل (20نونبر)، وشكرا على الاختيار الذكي والمحسوب لتوقيت المهرجان الذي تزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نونبر) والأيام الدولية 16 لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات.