خليل البخاري: وقفة تربوية.. الصحة النفسية أساسية في المؤسسة التعليمية

خليل البخاري: وقفة تربوية.. الصحة النفسية أساسية في المؤسسة التعليمية خليل البخاري
بالمؤسسات التعليمية، يعاني عديد من التلميذات والتلاميذ من مشاكل في الصحة النفسية. ورغم أن الصحة النفسية لها أهمية كبيرة بالنسبة لهم، فهناك إهمال لمعاناتهم اليومية تسبب لهم صعوبات في التركيز  وفي تسجيل الملاحظات وفهم مضامين الدروس وفي إنجاز الواجبات. لذا فتعزيز الصحة النفسية بالمدارس لا ينفصل عن النجاح المدرسي، بل هو عنصر أساسي فيه. فعندما يشعر التلميذ بالأمان والدعم بكل أشكاله خاصة النفسي، فإنه يكون أكثر قدرة على التعلم وعلى المشاركة في الأنشطة المدرسية. 
 
إن الصحة النفسية للتلاميذ ليست مسؤولية المدرسة وحدها، فالتعاون مع الأسرة والمجتمع المدني أمر جوهري يشمل التواصل مع أولياء الأمور والشراكة مع الجهات المعنية بمسألة الصحة النفسية. 
 
إن دعم الصحة النفسية بمدارسنا يساهم في تحسين النتائج المدرسية وتحسين المناخ المدرسي بشكل عام وانخفاض في السلوكيات الخطيرة. 
 
كما أن الصحة النفسية مهمة في المدرسة  بآعتبارها بيئة أساسية لدعم الصحة النفسية ولكونها تؤثربشكل مباشر على تعلم التلاميذ ورفاههم. فالمشاكل النفسية يمكن أن تؤدي ألا  ضعف التحصيل الدراسي وآنخفاض الحضور والانخراط في النشاط الصفي وصعوبات في العلاقات الاجتماعية. 
 
إن تعليم الصحة النفسية بمؤسساتنا التعليمية لا يقتصر على تقديم المعلومات بل يشمل تنمية مهارات التعرف على المشاعر وإدارتها، وبناء علاقات صحية، اتحاد القرارات المسؤولة. ويمكن للطاقم التعليمي أن يقوم بذلك من خلال دمج الصحة النفسية في المنهج الدراسي وخلف بيئة صفية داعمة وآمنة بتعزيز الشعور بالإنتماء والتقدير وتشجيع التلاميذ و التلميذات على التعبير عن أنفسهم، وبناء علاقات قوية مع التلاميذ مما يعزز الثقة والانفتاح على الحوار دون إغفال التعاون مع الأسرة والمجتمع لضمان دعم شامل ومستمر للتلاميذ. 
 
إن الطاقم الإداري والتربوي عليهما أن يهتما بتقديم الدعم والملاحظة المبكرة الخاصة بمسألة الصحة النفسية للتلاميذ، وإحالتها على المختصين والمرشدين النفسيين والأسر. وبذلك يصبح الطاقم التعليمي جزءا من شبكة دعم شاملة تهدف إلى حماية الصحة النفسية وتعزيز رفاه التلاميذ. 
 
إن الصحة النفسية للتلاميذ ليست مجرد قضية صحية، فهي محدد أساسي لنجاحهم الدراسي وللقدرة على بناء مسار مهني ناجح. فالإسثتمار في الوقاية انطلاقا من المدرسة يعني تقليل الهدر المدرسي. 
 
وصفوة القول, على الجهات المعنية بقطاع التربية والتعليم أن تضع قضية الصحة النفسية في صلب السياسات المستقبلية بآعتبارها ركيزة استراتيجية للمستقبل. 
 
 
خليل البخاري/ باحث تربوي