من أبشع وأحقر السلوكيات في قاعاتنا السينمائية، عدم احترام من يشاركونك القاعة، وضرب عرض الحائط بكل قواعد التلقي السليم، وذلك بالتشويش عليهم بتصرفات حقيرة لاعلاقة لها بالتحضر ولا بأي شيء، كالانشغال المستمر بالهاتف مثلا، أو تبادل الأحاديث الجانبية وسط عرض الفيلم، أو الاستهتار بتوقيت الحضور والخروج... وغيرها من التصرفات التي تكشف عن غياب الوعي بأهمية الصمت والتركيز داخل القاعة باعتبارهما جزءا من آداب المشاهدة الجماعية، وتكشف أيضا عن مدى النقص الذي نعاني منه من ناحية ثقافة الفرجة، بما تحمله من قيم الإنضباط والإحترام والتفاعل الواعي مع العمل الفني المعروض.
هذه الظاهرة للأسف لم أجدها سوى في عالمنا العربي، وإذا تكلمت مع أحد المشوشين، ثار في وجهك واعتبر مايقوم به حقا من حقوقه المشروعة، وعوض أن تستمتع بالفيلم، تجد نفسك وسط مشكل تافه ينغص عليك يومك كله، هذا إذا لم تتطور الأمور إلى الأسوأ، هذا دون أن ننسى بعض التصرفات الجماعية البلهاء والساذجة والغبية لأولئك الأغبياء الذين مازالوا يصفقون على أي مشهد أو لقطة تعجبهم وسط الفيلم، فمثل هذا التصرف مستهجن في المسرح فما بالك بالسينما.
مازال ينقصنا الكثير للأسف، فالفرجة فن أيها الرعاع ومن هؤلاء الرعاع بعض المحسوبين على الفن والسينما نفسها ياحسرة.
فؤاد زويريق، ناقد