شهدت مدينة الصويرة تنظيم النسخة الرابعة من مسابقة "ديزيناسيون 2025"، تروم تحفيز الإبداع وتعزيز روح الابتكار في صفوف الصناع والصانعات التقليديين بالإقليم.
وجرى تنظيم هذه الدورة من طرف المركز الدولي للابحاث وتنمية القدرات بشراكة مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالصويرة، ومؤسسة فريدريش ناومان، في إطار دعم دينامية تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل رافعة أساسية للاقتصاد المحلي.
وانطلقت فعاليات المسابقة بالمركب المندمج للصناعة التقليدية “أركانة”، عبر دورة تكوينية مكثفة في مجالات التصميم والابتكار والتسويق الإلكتروني، حملت شعار
"الصناعة التقليدية دعامة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة".
وعرفت هذه الدورة مشاركة 45 صانعا وصانعة موزعين على 16 فريقا، عملوا على تطوير منتجات عصرية تستلهم التراث المحلي، وتستند إلى مواد طبيعية معاد تدويرها، في انسجام مع التوجهات البيئية الجديدة ومتطلبات السوق الحديثة، التي باتت تُولي أهمية أكبر للمنتجات المستدامة.
وشكلت المسابقة فضاء مهنيا للتبادل والتعلم المشترك، حيث أتيحت للمشاركين فرصة الاشتغال ضمن مجموعات متعددة التخصصات، مما ساهم في تعزيز التعاون بين الحرف وتقوية روح العمل الجماعي.
واختتمت فعاليات النسخة الرابعة، بحفل مميز شهد تتويج ستة فرق بجوائز مالية، تقديرا لتميزهم الإبداعي وقدرتهم على تطوير نماذج مبتكرة ذات قيمة مضافة عالية.
وأبرزت رئيسة المركز، الدكتورة خلود كاهيم، في تصريح للصحافة، أن المسابقة تروم الاحتفاء بالصناعة التقليدية، باعتبارها ناقلا للهوية الثقافية للمدينة، مع توفير منصة للابتكار وتثمين المهارة المحلية.
وأضافت أن المشرفين حرصوا، على امتداد المسابقة، على تشجيع التعاون بين الحرفيين من مختلف المهن، من خلال إلزام كل فريق بضم مهارتين حرفيتين على الأقل، بهدف تحفيز الإبداع المتقاطع وتصميم منتجات مبتكرة.
وأوضحت كاهيم، أن الهوية الثقافية للصويرة كانت في صلب الإبداعات، من خلال استحضار الجماليات المحلية مثل خشب العرعار، و"الدك الصويري"، وخاصة اللون الأزرق الذي يميز المدينة، مع التأكيد على إنتاج قطع تعكس روح الصويرة ضمن مقاربة للتنمية المستدامة.
وأجمع المشاركون على أهمية المبادرة، باعتبارها منصة لإبراز المواهب وفتح آفاق أرحب للوصول إلى الأسواق الوطنية والدولية، واعتبروا المسابقة ذات أهمية كبيرة في سياق الجهود المبذولة لتحديث الصناعة التقليدية، باعتبار أن الابتكار أصبح ضرورة استراتيجية لضمان تنافسية المنتوج التقليدي المغربي في ظل المنافسة العالمية، ومؤكدين أن المستهلك المعاصر أصبح يبحث عن منتجات تجمع بين الأصالة والجمالية والوظيفية، مع احترام البيئة والمتطلبات الاقتصادية الحديثة، وهو ما يشجع الصناع على تطوير تقنيات جديدة في التصميم والإنتاج والتسويق الرقمي.
وأبرزت إحدى المشاركات في المسابقة، أن هذه الدورة أبانت بشكل واضح، عن مكانة مدينة الصويرة كقطب وطني في مجال الصناعات التقليدية والفنون اليدوية، بفضل سياساتها الداعمة للمبادرات الشبابية والمشاريع الإبداعية، وكذا حضورها في مختلف التظاهرات الدولية التي تبرز غنى التراث المغربي وتنوعه، وأشارت إلى أن المسابقة شكلت خطوة عملية نحو استراتيجية تنموية متكاملة، تهدف إلى خلق فرص اقتصادية جديدة للشباب والنساء الحرفيات، وتعزيز إشعاع المدينة وطنيا ودوليا.