"صيام إجباري".. عرض مسرحي جديد لفرقة أرتو يعيد الحياة لروح الكوميديا الهادفة

"صيام إجباري".. عرض مسرحي جديد لفرقة أرتو يعيد الحياة لروح الكوميديا الهادفة ملصق التظاهرة
تستعد فرقة أرتو للمسرح وفنون العرض – أيت أورير لتقديم أحدث إنتاجاتها المسرحية بعنوان "صيام إجباري"، وهو عمل فني جديد يرتقب أن يعرض قريبا في عدد من دور العرض بالمغرب، ليواصل بذلك مسار الفرقة في تجديد المشهد المسرحي الوطني بروح من الإبداع والالتزام الفني.
 
المسرحية  عن نص "كوميديا الأيام السبعة" للكاتب العراقي المبدع عبد النبي الزايدي، وأعاد إعدادها دراميا الكاتب عبد المجيد ادهابي في صيغة مغربية تمتح من الواقع اليومي، وتحافظ في الوقت نفسه على روح النص الأصلي، مضيفة إليه نفسا جديدا يتفاعل مع أسئلة الإنسان والمجتمع في المغرب اليوم.

يتولى الإخراج الفنان الكبير وشيخ المسرح المغربي مصطفى تاه تاه، الذي يعود عبر هذا العمل لتأكيد بصمته الإخراجية المتميزة القائمة على المزج بين البساطة الجمالية والعمق الفكري، وعلى تحويل التفاصيل اليومية إلى مواقف إنسانية مشحونة بالأسئلة والدلالات.
 
شارك في إبداع هذا العرض طاقم فني متكامل يضم في التشخيص رشيد بيديد وعبد الحليم بنعبوش وعلال خوداري، وفي السينوغرافيا مبارك المحمودي، ومساعد المخرج عبد العزيز أوشنوك، والمحافظة محمد منير، والموسيقى ياسين كورتني، والإضاءة جلال أرتو، وإدارة الخشبة أحمد كزير، وإدارة الفرقة شهاب الدين أوشنوك، والعلاقات العامة والتواصل أنس المرضي، فيما تولى الإنتاج عبد العزيز أوشنوك.
 
يحمل عرض "صيام إجباري" رؤية فنية ساخرة تتناول مظاهر التناقض الإنساني والاجتماعي، حيث يتحول الصيام في معناه الرمزي إلى امتناع عن الزيف والنفاق قبل أن يكون طقساجسديا، لتقدّم الفكرة في قالب كوميدي ذكي يجمع بين الفكر والفرجة.
 
تدور أحداث المسرحية في بيت بسيط يضم جدا وحفيده، تتبدل حياتهما فجأة حين يطرق الباب رجل غريب يُعرّف نفسه بـ "الطباخ"، موفد من "الفوق" في مهمة رسمية لمراقبة أوضاعهما الاجتماعية والاقتصادية. غير أن هذه الزيارة تتحول تدريجيا إلى عبث سلطوي مرعب، بعدما يفرض عليهما الطباخ صياما إجباريا عقوبة على موت كلبه، ويبقى بينهما يراقب جوعهما ويسخر من خضوعهما.
 
تتحول الأيام الخمسة إلى تجربة وجودية قاسية، يتصارع فيها الجوع مع الكرامة، والخوف مع السخرية، فيما يصبح البيت رمزا للوطن، والطباخ مرآة لسلطة تتحكم في مصائر الناس باسم السياسة. وفي النهاية، يغادر الطباخ بعد أن ينهب كل شيء، تاركا الجدّ والحفيد أمام فراغ موحش وأسئلة معلقة عن معنى الصبر والطاعة والجوع.
 
 العمل هو كوميديا سوداء تمزج بين الواقعية الساخرة والمسرح العبثي، وتكشف بأسلوب ساخر مر عبث السلطة واستسلام الإنسان، لتؤكد من جديد أن المسرح ما يزال مرآة للوعي ومختبرا للحرية.
 
بهذا العرض، تواصل فرقة أرتو للمسرح وفنون العرض ترسيخ حضورها كإحدى أبرز الفرق المغربية النشيطة، محافظة على خطها الفني الذي يجمع بين العمق الفكري، والمتعة الفنية، والاحترافية العالية.
 "الصيام إجباري"… عرض ينتصر للفكر، ويسائل الواقع بروح الدعابة، ويكشف الأقنعة بأسلوب فني راق.