احتضنت مدينة الداخلة يوم 8 نونبر 2025 بقصر المؤتمرات النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي حول موضوع "الصحراء المغربية: بوابة استراتيجية للمبادرة الملكية الإفريقية الأطلسية"، وذلك في سياق احتفالات المملكة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة التي شكلت محطة وطنية مفصلية في استكمال وحدة المغرب الترابية وتعزيز تلاحمه الوطني.
ونظم المؤتمر بمبادرة من مجلس جماعة الداخلة، بشراكة مع المركز الدبلوماسي الدولي والمركز الإفريقي للذكاء الاستراتيجي وفرع جامعة الأمم المتحدة للسلم (UPEACE) بداكار، وبحضور الكاتب العام للشؤون الجهوية بجهة الداخلة - وادي الذهب، وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالداخلة، إلى جانب ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وأكاديميين وخبراء من إفريقيا وأوروبا وأمريكا ومنتخبين وفاعلين من المجتمع المدني المحلي.
وأكد المؤتمر على أفق جديد للتعاون الإفريقي الأطلسي، وتوّجت أشغاله بإصدار "إعلان مؤتمر الداخلة الدولي"، الذي أكد في بيانه الختامي جملة من التوصيات والمخرجات أبرزها:
- الإشادة بالدبلوماسية الملكية في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية التي توجت باعترافات دولية متزايدة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وفق مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي.
- التنويه بالمبادرات الملكية الاستراتيجية لتنمية القارة الإفريقية، لاسيما المبادرة الإفريقية الأطلسية والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي كرافعات تنموية مهيكلة ومتكاملة.
- التأكيد على أن الصحراء المغربية، بفضل موقعها الجيو-استراتيجي وشبكة بنياتها التحتية ومواردها البشرية المؤهلة، تشكل بوابة ومحورا للتعاون الثلاثي بين إفريقيا وأوروبا والمجال الأطلسي، انسجاما مع الرؤية الملكية لمحمد السادس.
- الإشادة بجهود الدبلوماسية المغربية والسلطات الترابية في ترسيخ التعاون اللامركزي، مع إبراز دور مجلس جماعة الداخلة في عقد شراكات توأمة مع مؤسسات وجماعات إفريقية وأوروبية وأمريكية لتعزيز الإشعاع الترابي والدبلوماسية الموازية.
- اعتبار الصحراء المغربية فضاء نموذجيا لتجسيد التكامل الأوروـإفريقي والربط الثلاثي بين المغرب وإفريقيا وأوروبا، من خلال مشاريع تنمية مندمجة ومستدامة تدعم الأمن والاستقرار في القارة.
- الدعوة إلى تسريع إصلاح مؤسسات الاتحاد الإفريقي ومنظومة الأمم المتحدة لضمان تمثيلية أكثر إنصافا للقارة في مجلس الأمن الدولي، مع التنويه بالدور الريادي للمغرب في الدفاع عن القضايا الإفريقية داخل الهيئات الأممية والمحافل متعددة الأطراف.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الدولي على أن المبادرات الملكية تشكل رافعة استراتيجية لترسيخ الأمن والتنمية المشتركة الإفريقية الأطلسية، وأن مدينة الداخلة تواصل تعزيز موقعها كمركز إفريقي أطلسي للتعاون الإقليمي والدبلوماسية الاقتصادية بما يكرس مكانة المغرب كفاعل محوري في القارة.