العيطة الحوزية المغربية: التراث الموسيقي بين المتون التعياط والتحديات المعاصرة

العيطة الحوزية المغربية: التراث الموسيقي بين المتون التعياط والتحديات المعاصرة العيطة الحوزية هي مركب من متون وتعياط
الكل يتفق على ان العيطة الحوزية ترتبط بمجموعة المخاليف في المقام الأول، دون أن ننسى الإشارة إلى أولاد الخبشة بقلعة السراغنة الذين يؤدون العيطة الحوزية بإتقان مع حيازتهم القدرة على أداء مقطوعات من الفنون الطابعة لعبيدات الرمى بسهول الغرب.
 
لكن من التساؤلات والمخاويف التي تستوقفنا تتمثل في كون مجموعة المخاليف بالصورة التي تقدم بها العيطة الحوزية اليوم تنحصر فقط في الميازين التي تستدعي الرقص والركز دون الإعتماد على الحطات التي هي أساس العيطة ومتونها وأدائها. فالتركيز على الرّكز فقط قد يسيء إلى العيطة باعتبارها تعتمد على متون هي المعمار المشكل لها.
 
فتكرار الأمر بشكل يخضع للإستدامة قد يرسخ الإعتقاد والألفة مع الصورة التي يقدم بها المنتوج.
 
خطورة الأمر تستفحل حين يغيب الرّواد الذين هم على تٱلف مع الصورة التي كانت تقدم بها العيطة مع الشيوخ الأوائل خاصة: الشيخ بن حمامة ولد العبد الدريوكي، والشيخ أحمد الطويل، وحتى الشيوخ الذين زامنوا هؤلاء تقدموا في السن مثل الشيخ كريش...
 
العيطة الحوزية ليست ركز فقط، هي مركب من متون وتعياط، الذي هو أساسا تداخل بين المغني والمتلقي، الميزة العرفانية التي ميزت الموسيقى التقليدية المغربية وبها يحصل اندماج لامتناهي بين المغني والمتلقي، وبذلك كانت أشكال فرجوية وطقوس بها يعاد إنتاج أشياء العمران على مستوى المعاني.
 
إذا كانت العيطة المغربية بشكل عام تراث لامادي فالتعامل معها يستوجب الحرص على ان لاتتحول الى صورة لا تعكس حقيقتها.....وهو ما يستوجب التعامل معها بشكل علمي وعملي دون المنطق التجاري وإن كان ضروريا فإحاطته بضوابط تستحضر المنفعة الوطنية.