أمال بنبراهيم: على المغرب أن يترجم نموذجه إلى خطة تنفيذية متدرجة تقوم على إرساء منظومة مؤسساتية متكاملة

أمال بنبراهيم: على المغرب أن يترجم نموذجه إلى خطة تنفيذية متدرجة تقوم على إرساء منظومة مؤسساتية متكاملة أمال بنبراهيم
تفكّك‭ ‬الجامعية‭ ‬أمال‭ ‬بنبراهيم،‭ ‬أستاذة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ابن‭ ‬طفيل‭ ‬بالقنيطرة،‭ ‬كيفية‭ ‬تنزيل‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬بعد‭ ‬مصادقة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬2797‬وهو‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لتفعيل‭ ‬أمثل‭ ‬للجهوية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬فيلندا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬قوامها‭ ‬ثلاث‭ ‬مبادئ‭ ‬أساسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الوضوح‭ ‬والدّقّة‭ ‬الدستورية‭ ‬والمؤسّساتية‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬والأطراف،‭ ‬التمثيلية‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للسكان‭ ‬انتخاب‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬المحلية‭ ‬بكل‭ ‬شفافية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬السّيادة‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنيتين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احترام‭ ‬المقتضيات‭ ‬الدستورية‭.‬
في‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬نصّ‭ ‬الحوار‭:‬
 
 
على‭ ‬ضوء‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬والقرار‭ ‬الأممي‭ ‬حول‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬رقم‭ ‬2797،‭ ‬ما‭ ‬سبل‭ ‬تنزيل‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي؟‭ ‬وكيف؟‭ ‬وما‭ ‬الصلاحيات؟
القرار‭ ‬الأممي‭ ‬رقم‭ ‬2797 (31 أكتوبر 2025)‭ ‬يشكل‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬محطة‭ ‬فارقة‭ ‬ونوعية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬ليكرّس‭ ‬بوضوح‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الحل‭ ‬الأكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للتطبيق‭ ‬والأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬التحول‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬عمر‭ ‬طويلا‭ ‬بأروقة‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬كما‭ ‬يعكس‭ ‬أيضا‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بأن‭ ‬المقاربة‭ ‬المغربية‭ ‬تنبني‭ ‬على‭ ‬الواقعية‭ ‬والعملية‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬يشكل‭ ‬مسارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬ذا‭ ‬أبعاد‭ ‬دستورية‭ ‬وسياسية‭ ‬وتنموية،‭ ‬ويقوم‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬متدرجة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مبدأي‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والجهوية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬في‭ ‬تماش‭ ‬مع‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬بلادنا‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سنة‭ ‬2007،‭ ‬والتي‭ ‬وضعت‭ ‬تصورا‭ ‬متقدما‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬ضمن‭ ‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬وسيادتها‭ ‬الترابية‭.‬
وتنصّ‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬سيتولون‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ديموقراطي‭ ‬تشاركي‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونهما‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هيئات‭ ‬تشريعية‭ ‬وتنفيذية‭ ‬وقضائية‭ ‬تتمتع‭ ‬بصلاحيات‭ ‬حقيقية‭ ‬وفعلية‭ ‬وموارد‭ ‬مالية‭ ‬كافية‭ ‬تتيح‭ ‬لهم‭ ‬المساهمة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬للبلاد‭.‬
ومن‭ ‬المرتقب‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬المبادرة‭ ‬تحيينا‭ ‬وتفصيلا‭ ‬لمقتضياتها‭ ‬كي‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬أفرزها‭ ‬دستور‭ ‬2011‭ ‬ومع‭ ‬التطور‭ ‬المؤسسي‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬المغرب،‭ ‬بل‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬هذا‭ ‬التحيين‭ ‬تعديلات‭ ‬دستورية‭ ‬لتأطير‭ ‬النموذج‭ ‬الترابي‭ ‬الجديد‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ستمارس‭ ‬الجهات‭ ‬الصحراوية‭ ‬صلاحياتها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والبيئة،‭ ‬والبنيات‭ ‬التحتية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادئ‭ ‬التدبير‭ ‬الحر‭ ‬والمساءلة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬السّكان‭ ‬المحليين‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬فعلية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونهم‭ ‬وتنمية‭ ‬منطقتهم‭. ‬بالموازاة‭ ‬تحتفظ‭ ‬الدولة‭ ‬المركزية‭ ‬بالاختصاصات‭ ‬السيادية‭ ‬الضامنة‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬واستمراريتها‭ ‬من‭ ‬قبيل:‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬كونه‭ ‬رمزا‭ ‬للسيادة،‭ ‬وشخص‭ ‬الملك‭ ‬بصفته‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬وضامن‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والسياسة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬والنظام‭ ‬النقدي‭ ‬والعملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والقضاء‭ ‬الأعلى‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬السيادية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭. ‬هذا‭ ‬التوزيع‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحقّق‭ ‬الانسجام‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الاستقلال‭ ‬الإداري‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬نموذج‭ ‬يزاوج‭ ‬بين‭ ‬اللامركزية‭ ‬ووحدة‭ ‬البلاد‭.‬
 
‬وما‭ ‬السّياق‭ ‬الذي‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬بروزه‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم؟‭ ‬وكيف؟‭ ‬ولماذا؟‭ ‬وأين‭ ‬طبّق‭ ‬لأوّل‭ ‬مرّة‭ ‬؟‭ ‬وما‭ ‬النّموذج‭ ‬الأمثل؟
مفهوم‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التحولات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وأصبح‭ ‬مبدأ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬أحد‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد،‭ ‬كما‭ ‬نصّ‭ ‬عليه‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬وتصاعد‭ ‬مطالبة‭ ‬الشعوب‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الاستعمار‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬سياسية‭ ‬مرنة‭ ‬تنظم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬والأطراف‭ ‬وتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬صيغ‭ ‬معتدلة‭ ‬ووسطية‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬احترام‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للدول‭ ‬وتتيح‭ ‬للشعوب‭ ‬ذات‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الثقافية‭ ‬المختلفة‭ ‬ممارسة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭.‬
وكان‭ ‬أول‭ ‬تطبيق‭ ‬عملي‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬آلاند‭ ‬التابعة‭ ‬لفنلندا‭ ‬سنة‭ ‬1920،‭ ‬عندما‭ ‬ارـتأت‭ ‬عصبة‭ ‬الأمم‭ ‬آنذاك‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬ذاتي‭ ‬خاص‭ ‬يضمن‭ ‬لسكانها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثقافتهم‭ ‬ولغتهم‭ ‬السويدية‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬الفنلندية‭. ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬ألهمت‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬كإسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬والدانمارك‭ ‬والعراق،‭ ‬التي‭ ‬تبنت‭ ‬نموذج‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬أنظمة‭ ‬لحماية‭ ‬توازنها‭ ‬الداخلي‭ ‬وتعزيز‭ ‬استقرارها‭ ‬السياسي‭. ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الحاجة‭ ‬لمنع‭ ‬النزاعات‭ ‬الانفصالية،‭ ‬وتطور‭ ‬الفكر‭ ‬الدستوري‭ ‬الحديث‭.‬
‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬النموذج‭ ‬الإسباني‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬المعاصرة‭ ‬الأكثر‭ ‬نجاحا‭ ‬وتوازنا‭. ‬فمنذ‭ ‬1978‭ ‬عندما‭ ‬أقر‭ ‬الدستور‭ ‬الإسباني‭ ‬نظام‭ ‬الدولة‭ ‬المركبة‭ ‬من‭ ‬قوميات‭ ‬ومناطق‭ ‬ومنح‭ ‬أقاليم‭ ‬مثل‭ ‬كاتالونيا‭ ‬والباسك‭ ‬وغاليسيا،‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التشريع‭ ‬والتعليم‭ ‬والثقافة‭ ‬والمالية،‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالسيادة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬الإسبانية‭.‬
وعموما،‭ ‬فإن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬إداري،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نهج‭ ‬سياسي‭ ‬متطور‭ ‬لإدارة‭ ‬التنوع‭ ‬وضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭.‬
 
لكن،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لبلادنا‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬التّجارب‭ ‬الدّولية‭ ‬لتنزيله‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬المغرب؟
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬المغربي‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬لتطور‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬إذ‭ ‬يزاوج‭ ‬بين‭ ‬المرجعية‭ ‬الأممية،‭ ‬والواقعية‭ ‬السياسية،‭ ‬والنجاعة‭ ‬المؤسساتية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يجعله‭ ‬نموذجا‭ ‬متقدما‭ ‬عربيا‭ ‬وإفريقيا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬المقارنة‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتدبير‭ ‬الذاتي‭ ‬المحلي،‭ ‬مثل‭ ‬التجارب‭ ‬الإسبانية‭ ‬والفنلندية‭ ‬والإيطالية‭ ‬والدانماركية‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السّياق،‭ ‬فإن‭ ‬نجاح‭ ‬التجارب‭ ‬الأوروبية‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬دعامات‭ ‬رئيسية:‭ ‬الوضوح‭ ‬والدّقّة‭ ‬الدستورية‭ ‬والمؤسّساتية‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬والأطراف،‭ ‬التمثيلية‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للسكان‭ ‬انتخاب‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬المحلية‭ ‬بكل‭ ‬شفافية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬السيادة‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنيتين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احترام‭ ‬المقتضيات‭ ‬الدستورية‭.‬
وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الركائز،‭ ‬يمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬النموذج‭ ‬الإسباني‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬النموذج‭ ‬الأكثر‭ ‬نضجا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحديث،‭ ‬ويقدم‭ ‬مثالا‭ ‬عمليا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستلهام‭ ‬منه‭ ‬مع‭ ‬تعديله‭ ‬وتكييفه‭ ‬بما‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الوطنية‭. ‬كذلك‭ ‬النموذج‭ ‬الفنلندي‭ ‬برهن‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الضمانات‭ ‬الدولية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬للهوية‭ ‬المحلية‭ ‬ضمن‭ ‬الدولة‭ ‬الأم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينسجم‭ ‬تمما‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬حلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬الكاملة،‭ ‬ووفق‭ ‬الشرعية‭ ‬الأممية‭ ‬كما‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭.‬
عمليا،‭ ‬يمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يترجم‭ ‬نموذجه‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬متدرجة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬منظومة‭ ‬مؤسساتية‭ ‬متكاملة:‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬خاص‭ ‬يحدد‭ ‬صلاحيات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجهوية‭ ‬المنتخبة،‭ ‬برلمان‭ ‬جهوي‭ ‬وسلطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬محلية‭ ‬تتيح‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬مالي‭ ‬جهوي‭ ‬مستقل‭ ‬يخضع‭ ‬للمراقبة‭ ‬الوطنية،‭ ‬تقوية‭ ‬أدوار‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المحلي‭ ‬باعتبارهما‭ ‬رافعة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬والجهة‭ ‬لضمان‭ ‬وحدة‭ ‬التوجه‭ ‬وفعالية‭ ‬التدبير‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬التشاور‭ ‬المحلي،‭ ‬إدماج‭ ‬الشباب‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬الجهوي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬المواطنة‭ ‬المشتركة‭.‬
بشكل‭ ‬عام،‭ ‬المغرب‭ ‬يمتلك‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬لإنجاح‭ ‬نموذجه‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬استقراره‭ ‬السياسي‭ ‬ورؤيته‭ ‬التنموية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬والمكانة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وهي‭ ‬كلها‭ ‬مقومات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬بالمغرب‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬اللامركزية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتجددة‭.‬
 
في‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬طبّق‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية،‭ ‬ما‭ ‬مصير‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المغرب‭. ‬هل‭ ‬سيبادر‭ ‬المشرع‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬"التجربة"‭ ‬بتفعيل‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جهات‭ ‬ومدن‭ ‬المغرب؟
تنزيل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬معزولا‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لتفعيل‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬للجهوية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬والرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطب‭ ‬باعتبارها‭ ‬ليست‭ ‬خيارا‭ ‬إداريا‭ ‬بل‭ ‬مسارا‭ ‬نحو‭ ‬مغرب‭ ‬متوازن‭ ‬ومتماسك‭.‬
مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬ليست‭ ‬نظاما‭ ‬موازيا‭ ‬لبنية‭ ‬الدولة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تجسيد‭ ‬موسع‭ ‬ومتقدم‭ ‬لمبدإ‭ ‬الجهوية‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬دستور‭ ‬2011،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬نجاحه‭ ‬سيؤدي‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬تجويد‭ ‬نموذج‭ ‬اللامركزية‭ ‬عبر‭ ‬تمكين‭ ‬الجهات‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬أمثل‭ ‬لمبدا‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬تحقيقا‭ ‬للعدالة‭ ‬المجالية‭. ‬
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬التّجربة‭ ‬ستمنح‭ ‬المغرب‭ ‬نموذجا‭ ‬وطنيا‭ ‬فريدا‭ ‬يستفز‭ ‬دينامية‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬باقي‭ ‬الجهات‭ ‬بما‭ ‬يكرّس‭ ‬مغربا‭ ‬متوازنا‭ ‬موحدا‭ ‬في‭ ‬سيادته‭ ‬متنوعا‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬تدبيره‭ ‬لشؤونه‭ ‬المحلية‭.‬
 
‭ ‬وكيف‭ ‬سيذوب‭ ‬العائدون‭ ‬في‭ ‬مسارب‭ ‬العملية‭ ‬السّياسية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬طبّق‭ ‬وجرى‭ ‬تنزيل‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬المغرب؟
عودة‭ ‬أبناء‭ ‬الصحراء‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬تشكّل‭ ‬إحدى‭ ‬أولى‭ ‬أولويات‭ ‬تنزيل‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬باعتبارها‭ ‬خطوة‭ ‬إنسانية‭ ‬ومدخلا‭ ‬سياسيا‭ ‬لمصالحة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭.‬
ولقد‭ ‬أكّد‭ ‬الملك‭ ‬محمّد‭ ‬السّادس،‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬التاريخي‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025،‭ ‬أن‭ ‬"جميع‭ ‬المغاربة‭ ‬سواسية،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬وبين‭ ‬إخوانهم‭ ‬داخل‭ ‬أرض‭ ‬الوطن"،‭ ‬وهو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاندماج‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬انتقائيا،‭ ‬بل‭ ‬مؤسّسيا‭ ‬وقانونيا‭ ‬وإنسانيا‭.‬
نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬يفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬العائدين‭ ‬للمشاركة‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬داخل‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجهوية‭ ‬المنتخبة،‭ ‬وسيُضمن‭ ‬لهم‭ ‬التمتّع‭ ‬الكامل‭ ‬بحقوق‭ ‬المواطنة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الترشيح،‭ ‬والتصويت،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬القرار‭ ‬المحلي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬المساواة‭ ‬والاندماج‭ ‬الوطني‭. ‬وبهذا‭ ‬سيكونون‭ ‬فاعلين‭ ‬مباشرين‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونهم‭ ‬المحلية‭ ‬وفق‭ ‬آليات‭ ‬الديموقراطية‭ ‬والمساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭.‬
إنّ‭ ‬الرؤية‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬الغالب‭ ‬والمغلوب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬"العودة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الكرامة‭ ‬والمساواة"،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬العائدين‭ ‬ركيزة‭ ‬للمصالحة‭ ‬والتنمية‭.‬
 
‭‬وما‭ ‬المخاوف‭ ‬أو‭ ‬المنزلقات‭ ‬و‭ ‬الدسائس‭ ‬التي‭ ‬ستباشرها‭ ‬الجزائر‭ ‬لعرقلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصّحراوية؟
اعتماد‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2797 (2025) شكّل‭ ‬ضربة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬موجعة‭ ‬للجزائر‭ ‬التي‭ ‬بنت،‭ ‬لعقود،‭ ‬خطابها‭ ‬الخارجي‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أطروحة‭ ‬“الانفصال”،‭ ‬وبتراجع‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬لأطروحتها،‭ ‬باتت‭ ‬تعيش‭ ‬عزلة‭ ‬سياسية‭ ‬قد‭ ‬تدفعها‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬لإبقاء‭ ‬الملف‭ ‬مفتوحا‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬التوتر‭ ‬الإقليمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكثيف‭ ‬مناوراتها‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬بهدف‭ ‬عرقلة‭ ‬تنزيل‭ ‬المشروع‭ ‬المغربي،‭ ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بغرض‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬نموذجه‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشكيل‭ ‬كتل‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬أو‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتشويش‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬يرتكز‭ ‬عليها‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬الأخير‭. ‬
لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬المغرب‭ ‬يمتلك‭ ‬آليات‭ ‬قوية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المناورات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشرعية‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬أولا‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬التنمية‭ ‬الميدانية‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬صدقية‭ ‬مبادرته‭ ‬ومصداقيتها‭. ‬طبعا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬المتزايد‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬مؤثرة‭ ‬كأمريكا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬جزائرية‭ ‬لعرقلة‭ ‬المسار‭ ‬محكومة‭ ‬بالفشل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والعزلة‭ ‬السياسية‭.‬
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فالجزائر‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تملك‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لإعادة‭ ‬تموضعها‭ ‬دبلوماسيا،‭ ‬عبر‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬"لا‭ ‬غالب‭ ‬ولا‭ ‬مغلوب"‭ ‬الذي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليه‭ ‬الرؤية‭ ‬المغربية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬المقبلة‭ ‬بروح‭ ‬واقعية‭ ‬ومسؤولة‭ ‬تراعي‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوبها‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الملك‭ ‬محمّد‭ ‬السّادس،‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬السامي‭ ‬ليوم‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬المغرب‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬ممدودة‭ ‬نحو‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬والتعاون‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭.‬
وهي‭ ‬دعوة‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬ملكية‭ ‬متبصّرة‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬تسوية‭ ‬الخلافات‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بالمواجهة،‭ ‬بل‭ ‬بالحوار‭ ‬والإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالح‭ ‬الشعوب‭ ‬المغاربية‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لبناء‭ ‬فضاء‭ ‬مغاربي‭ ‬مستقر‭ ‬ومندمج،‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬منصّّة‭ ‬للتعاون‭ ‬لا‭ ‬مصدرا‭ ‬للنّزاع‭. ‬