شهدت مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية، الخميس 6 نونبر 2025، لقاء تواصليا هاما جمع رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب مع نقباء ومحامي المنطقة، وذلك عقب صدور القرار الأممي الأخير عن مجلس الأمن الذي جدّد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وذي مصداقية لقضية الصحراء المغربية، وشدّد على ريادة المملكة المغربية في دعم الاستقرار والتنمية وإحباط محاولات التشويش على وحدة الوطن.
اجتماع وطني مهيب لتجديد الالتزام بالقضية الوطنية
حضر اللقاء نقيب هيئة المحامين بأكادير والعيون وكلميم، النقيب أمين بيزولال، والنقيب عثمان نوراوي، إضافة إلى نخبة واسعة من المحامين من الاقاليم الصحراوية. وثمّن الأستاذ الحسين الزياني، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، الحضور الرمزي الكبير للمحامين في صحراء المغرب، معتبرا أن حضورهم لا يقتصر على المرافعة أمام المحاكم، بل يتعداه إلى المرافعة اليومية عن الحق الوطني المشروع في التنمية والكرامة والوحدة.
القرار الأممي.. مكسب ديبلوماسي يكرّس الشرعية
ووصف رئيس الجمعية القرار الأممي الأخير بكونه تحولا ديبلوماسيا متزنا يقوده الملك محمد السادس برؤية بعيدة المدى، مرتكزا على الشرعية الدولية وقيم السلم واحترام السيادة. وأكد أن هذا القرار لا يكرّس فقط المسار القانوني والدولي لمغربية الصحراء، بل يعد انتصارًا للحق والقانون على كل مناورات التشكيك والتشويش، وانتصارًا للعدالة على الوهم والسياسة الضيقة.
المحامون جبهة متماسكة دفاعًا عن وحدة الوطن
وشدّد الرئيس الزياني على أن الهيئة الوطنية للمحامين تعتبر الدفاع عن وحدة الوطن جزءا أصيلا في رسالتها الحقوقية والإنسانية. وقال: "وجود المحامين هنا في الميدان دليل عملي على مغربية الأرض والإنسان والمؤسسات، إذ يشكل التزامهم أحد روافد القوة الوطنية ووحدة الصف." ودعا كذلك إلى استمرار اللقاءات التواصلية نظرا لما تمنحه من تماسك لحمة الجسم المهني، وعبر عن الاعتزاز الكبير بأسرة المحامين بالأقاليم الجنوبية لما تبرزه من كفاءات والتزام بمبادئ الشرف المهني والوطني.
دور المحامي المغربي بين الالتزام المهني والواجب الوطني
وأكد رئيس الجمعية أن المحامين المغاربة أوفياء لقيم الوطن، سائرون على درب المحامين الوطنيين الأوائل الذين جعلوا من الدفاع عن قضايا الوطن جزءا لا يتجزأ من شرف المهنة. وأضاف أن الجمعية تواكب التحولات التي تعرفها قضية الصحراء بعد القرار الأممي، وستواصل انخراطها في خدمة المشروع الوطني من خلال الدفاع القانوني والسياسي وتكريس الوعي الحقوقي والقانوني.
لقاء توحيدي يمثّل كل الجسم المهني
وأشار إلى أن اللقاء ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو رسالة قوية عن وحدة الجسم المهني من طنجة إلى الكويرة، وعن إيمان المحامين بقوة الوطن في وحدة صفه وقوة العدالة في استقلالها وتماسك مكوناتها. كما حيا زملاءه في الجنوب على الأداء المهني في خدمة العدالة، مشيدًا بالتماسك والتلاحم المجتمعي والقانوني.
دعوة لمواصلة التعبئة والالتزام
واختتم رئيس الجمعية كلمته بتجديد تحيته واعتزازه بمحامي الجنوب وإيمانه بالنضال الجماعي في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية، داعيا إلى الاستمرار في اللقاءات التي تصقل اللحمة المهنية وتقوي صفوف المحامين أمام التحديات الوطنية.
وأكد أن القضية الوطنية ليست فقط ملفًا سياسيًا أو ديبلوماسيًا بل معركة عدالة وحق أمام الأجيال والتاريخ.