الجيل الجديد من مشاريع التنمية بعمالة اليوسفية تدخل لمرحلة التصفيف والتصنيف والبرمجة ثم التنفيذ

الجيل الجديد من مشاريع التنمية بعمالة اليوسفية تدخل لمرحلة التصفيف والتصنيف والبرمجة ثم التنفيذ جانب من اللقاء

واكبت جريدة "أنفاس بريس" اللقاءات التشاورية المرتبطة بالتحضير لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة منذ شهر شتنبر من السنة الجارية، والتي كانت عمالة إقليم اليوسفية قد عقدتها بقاعة الاجتماعات والتي توجت بتقارير الورشات الخمس، وصولا إلى اللقاء التشاوري الموسع يوم 5 نونبر 2025، حيث تعزز هذا اللقاء بحضور بعض ممثلي القطاعات الحكومية ذات الصلة بالتأهيل الترابي المندمج والتشغيل والتربية والتعليم والصحة والتدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجالس المنتخبة أغلبية ومعارضة، إلى جانب ممثلي المؤسسة التشريعية، والمجلس الإقليمي، فضلا عن تمثيلية وازنة لفعاليات المجتمع المدني.

في هذا السياق أوضح عامل إقليم اليوسفية عبد المومن طالب في كلمته قائلا: "يدخل هذا اللقاء في اطار سلسلة من اللقاءات التي تم تنظيمها على مستوى الإقليم خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، والتي تم في إطارها التواصل مع  جميع الفئات المهتمة بالشأن التنموي بالإقليم  من منتخبين ومصالح خارجية وممثلي المجتمع المدني وفعاليات محلية وجهوية، حيث  تم الخروج  بخلاصات  مهمة في مجال تشخيص الواقع  الاقتصادي والاجتماعي بالإقليم وبالتالي تقديم مجموعة من الاقتراحات والتصورات التي ستساعد بشكل  كبير في وضع أسس برنامج  التنمية الترابية المندمج  بإقليم اليوسفية  باعتباره تجسيدا عمليا للرؤية الملكية السامية ، وآلية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن".

 

وأضاف مؤكدا: "أن الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة الذي دعا اليه جلالة الملك نصره الله، لا يُعتبر مجرد مجموعة من المشاريع التقنية أو المخططات الإدارية، بل هو مشروع مجتمعي شامل، يقوم على مبدأ الاستماع، التشاور، والمشاركة" مشددا على أن برامج التنمية من الجيل الجديد يعتبر "عقد ثقة جديد بين الدولة والمواطن، يقوم على أساس الإصغاء إلى انتظارات المواطنين قبل أي تدخل أو برمجة" موضحا أن الهدف اليوم "هو توسيع قاعدة الاستماع قبل الفعل، لأن التنمية الناجحة لا تُبنى من المكاتب، بل من الميدان، من حاجات الناس وتطلعاتهم، ومن معرفة دقيقة بالواقع المحلي. فنحن هنا لنصغي، لنفهم، ولنخطط معًا"

وأكد في كلمته أيضا على أن الرؤية الاستراتيجية لهذا البرنامج تقوم على ثلاث مرتكزات أساسية، وهي: أولا: الإنتقال من منطق البنية التحتية إلى منطق الأثر. ثانيا: الإندماج والتكامل بين القطاعات. ثالثا: تثمين الخصوصيات المحلية.

 

ولم يفت عامل إقليم اليوسفية أن يذكر باللقاء التشاوري الذي أنتجت ورشاته تقارير مفصلة عن حاجيات ومتطلبات المجال الجغرافي للإقليم الذي يشكو من عدة نقائص حيث أورد في كلمته قائلا: "فبعد أن تم تنظيم ورشات موضوعاتية في إطار نفس البرنامج يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، والتي خصصت حصريا للاستماع لانتظارات ممثلي المجتمع المدني والتي كانت غنية بالاقتراحات البناءة التي من شأنها إغناء التصورات المتعلقة بإعداد هذا البرنامج، نعود اليوم لنجتمع من جديد في إطار ورشات موضوعاتية خاصة بالسادة المنتخبين أغلبية ومعارضة وممثلي المصالح الحكومية وبعض الجمعيات لتي لم يتسنى لها المشاركة في اللقاءات السابقة. وهي فرصة جديدة للانخراط الفعّال في هذا المسار، وإلى المشاركة بروح إيجابية ومسؤولة لإنجاح هذا الورش الوطني الذي يعتمد على مساهمتكم، آرائكم، وتجاربكم الميدانية."

 

وحسب تقارير ورشات التي استمعت الجريدة لمقرريها، فقد تم تسليط كشافات الضوء على العديد من الإكراهات والملفات العالقة والنقائص والمشاكل ذات الصلة بحقوق المواطنات والمواطنين في الصحة والشغل والبيئة ومراكز القرب والمرافق العمومية الاجتماعية والثقافية والرياضية إلى جانب تعزيز البنية الطرقية وتأهيل المراكز الحضرية والقروية المهملة والهامشية، دون الحديث عن مداخل مدينة اليوسفية التي تحتاج إلى تأهيل يليق بتاريخها ومكانتها الاعتبارية.

 

وطالبت بعض التقارير المقدمة بضرورة تعزيز المجال الترابي بالمناطق الخضراء والتشجير والحدائق المفتوحة في وجه الساكنة، لمقاومة كل أشكال الثلوث والممل، بالإضافة إلى مساءلة الشركات التي تستغل المقالع بمختلف معادنها وانخراطها في التنمية المستدامة، والمصالحة مع محيطها الاجتماعي، والاستثمار في محيطها الاجتماعي على جميع المستويات. هذا علاوة على ضرورة تسريع إحداث وحدات صناعية ومعاهد علمية وتقنية ونواة جامعية.

 

في سياق متصل أصدرت عمالة إقليم اليوسفية بلاغا، توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، يستحضر التوجيهات الملكية الرامية إلى إرساء جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، وينوه باحتضان عمالة إقليم اليوسفية يوم الأربعاء 05 نونبر 2025، لقاءً تشاورياً موسعاً خصص لإعداد البرنامج الترابي المندمج للجيل الجديد (PDTI)، بمشاركة مختلف الفاعلين الترابيين والاقتصاديين والاجتماعيين وممثلي المجتمع المدني.

 

وقد ترأس عامل إقليم اليوسفية، عبد المومن طالب بحضور رجال السلطة، والمنتخبين، وممثلي المصالح الخارجية، وهيئات المجتمع المدني، والفاعلين المحليين، حيث شكّل اللقاء مناسبة لتعميق النقاش حول الرهانات التنموية الكبرى بالإقليم، وإطلاق مرحلة جديدة قوامها الاستماع، التشاور، والتشارك في صياغة المشاريع المستقبلية.

 

وشدد عبد المومن طالب في البلاغ على أن إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية يشكل منعطفاً نوعياً في مسار التدبير الترابي، يقوم على الانتقال من منطق البنية التحتية إلى منطق الأثر ونجاعة المشاريع، مع التركيز على الإدماج والتكامل بين القطاعات، بما يضمن تحقيق العدالة المجالية والاجتماعية. ومن حيث الحكامة، أكد نفس المتحدث على أن هذا البرنامج يقوم على التتبع المستمر، وعقود الأهداف الترابية، والتقييم السنوي، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

 

وعقب كلمة العامل، قدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة عرضاً مفصلاً تناول من خلاله تحليل الوضعية الترابية بإقليم اليوسفية والتوجهات الاستراتيجية للتنمية المحلية، مستعرضاً أهم المؤشرات السوسيو- اقتصادية والرهانات التنموية الراهنة، وكذا أولويات المرحلة المقبلة في ضوء المقاربة التشاركية المعتمدة في إعداد هذا البرنامج الترابي المندمج.

 

ومن المعلوم أنه قد تم في نفس اليوم تنظيم ورشات موضوعاتية همّت خمسة محاور رئيسية:

ـ التشغيل

ـ التربية والتعليم

ـ الصحة

ـ التدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية

ـ التأهيل الترابي المندمج

 

وقد تميّزت هذه الورشات بمشاركة فعّالة لمختلف الفاعلين، حيث شكلت لحظة ديمقراطية للحوار البنّاء وتبادل الخبرات والتصورات، وأسفرت عن مجموعة من التوصيات العملية والأفكار والمشاريع الجديدة التي من شأنها أن تُمكّن من بلورة مشاريع تنموية هادفة ومندمجة ضمن الإطار العام للبرنامج الترابي المندمج، على أن تبقى الأبواب منفتحة على كل الإقتراحات والمبادرات.

 

وعلى إثر حصيلة عمل الورشات، تم الإستماع لقراءة التقارير في جلسة عامة ختامية من طرف المقررين والمقررات، والتي تضمنت العديد من المشاريع المقترحة والتوصيات، بحضور عامل الإقليم والفاعلين المشاركين، حيث تم التأكيد على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية مستمرة تقوم على الإنصات، والتنسيق، والتعبئة الجماعية من أجل تحقيق تنمية منصفة ومستدامة تعود بالنفع على ساكنة إقليم. اليوسفية وفق التوجهات الملكية.

 

واختُتم عامل الإقليم اللقاء التشاوري بالدعوة إلى مواصلة العمل بروح المسؤولية والانخراط الجماعي في تنزيل مضامين البرنامج الترابي المندمج، انسجاماً مع التوجيهات الملكية، من أجل إقليم اليوسفية أكثر ازدهاراً وعدالة وتضامناً.