في جرد شمل عشرة أشهر.. تعرف على سياق إطلاق القوة العمومية النار على المشتبه فيهم

في جرد شمل عشرة أشهر.. تعرف على سياق إطلاق القوة العمومية النار على المشتبه فيهم
شهد‭ ‬المغرب،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025،‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬استُعمل‭ ‬فيها‭ ‬السلاح‭ ‬الوظيفي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬والدرك،‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬ميدانية‭ ‬متباينة‭ ‬بين‭ ‬صدّ‭ ‬اعتداءات‭ ‬خطيرة،‭ ‬توقيف‭ ‬مشتبهين‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬هيجان‭ ‬أو‭ ‬مقاومة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬مرتبطة‭ ‬بانتحار‭ ‬عناصر‭ ‬أمنية‭.‬

 
وفق‭ ‬المعطيات‭ ‬التوثيقية‭ ‬المستخلصة‭ ‬من‭ ‬بلاغات‭ ‬رسمية،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬المسجّلة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬18‭ ‬حالة،‭ ‬منها‭ ‬17‭ ‬حالة‭ ‬تابعة‭ ‬للمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وواحدة‭ ‬تخص‭ ‬الدرك‭ ‬الملكي‭. ‬وتوزعت‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬المملكة،‭ ‬أبرزها‭ ‬سلا‭ ‬(3 حالات)،‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬(2)،‭ ‬مراكش‭ ‬(2)،‭  ‬أكادير‭ ‬(2)،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬متفرقة‭ ‬في‭ ‬خنيفرة،‭ ‬بن‭ ‬سليمان،‭ ‬آسفي،‭ ‬القنيطرة،‭ ‬جرادة،‭ ‬السمارة،‭ ‬فاس،‭ ‬الريصاني‭ ‬وغيرها‭.‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬طبيعة‭ ‬التدخلات،‭ ‬أظهرت‭ ‬البيانات‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الحالات‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رصاصات‭ ‬تحذيرية‭ ‬استُعملت‭ ‬لردع‭ ‬مشتبهين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اندفاع‭ ‬أو‭ ‬مقاومة‭ ‬عنيفة،‭ ‬بينما‭ ‬سُجّلت‭ ‬10‭ ‬حالات‭ ‬أصيب‭ ‬فيها‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬أغلبها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأطراف‭ ‬السفلية‭ ‬لتفادي‭ ‬المساس‭ ‬بالحياة‭. ‬كما‭ ‬عرفت‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬ثلاث‭ ‬حالات‭ ‬انتحار‭ ‬أو‭ ‬محاولة‭ ‬انتحار‭ ‬باستعمال‭ ‬السلاح‭ ‬الوظيفي،‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬تازة‭ ‬وأكادير‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭.‬
 

ويبرز‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬كمرحلة‭ ‬ذروة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكرونولوجيا،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬ثماني‭ ‬حالات‭ ‬توزعت‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬أكادير،‭ ‬آسفي،‭ ‬القنيطرة،‭ ‬سلا،‭ ‬مراكش،‭ ‬تازة،‭ ‬جرادة،‭ ‬والسمارة،‭ ‬تنوعت‭ ‬بين‭ ‬استعمالات‭ ‬تحذيرية،‭ ‬إصابات‭ ‬مباشرة،‭ ‬وحالة‭ ‬انتحار‭ ‬داخل‭ ‬ثكنة‭ ‬الدرك‭ ‬الملكي‭.‬

ورغم‭ ‬كثافة‭ ‬الوقائع‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬لم‭ ‬تُسجّل‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬مدنية‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬
ويُقدّر‭ ‬عدد‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬توقيفهم‭ ‬أو‭ ‬تحييدهم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬16‭ ‬شخصًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اقتصرت‭ ‬الإصابات‭ ‬على‭ ‬الجناة‭ ‬أنفسهم‭ ‬دون‭ ‬امتداد‭ ‬الضرر‭ ‬إلى‭ ‬أطراف‭ ‬مدنية‭.‬

هذا‭ ‬المعطى‭ ‬يعزز‭ ‬الانطباع‭ ‬بأن‭ ‬استعمال‭ ‬السلاح‭ ‬الوظيفي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬خاضعًا‭ ‬لضوابط‭ ‬قانونية‭ ‬صارمة،‭ ‬وأن‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬يظل‭ ‬آخر‭ ‬خيار‭ ‬ميداني‭ ‬بعد‭ ‬استنفاد‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭.‬
 

تعكس‭ ‬كرونولوجيا‭ ‬"الوطن‭ ‬الآن"‭ ‬التي‭ ‬توثق‭ ‬حصيلة‭ ‬العشرة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬2025‭ ‬توازنًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬بين‭ ‬الردع‭ ‬والضبط،‭ ‬وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬استمرار‭ ‬التزام‭ ‬القوة‭ ‬العمومية‭ ‬بمبدأ‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬القوة‭ ‬المشروعة‭...‬