مؤخرا قال مجلس الأمن كلمته بخصوص قضيتنا الوطنية، فخرج شعبنا للاحتفال احتفاء وفرحا بهذه اللحظة التاريخية، لكن كالعادة خرج علينا بعض السوداويين والعدميين من بني جلدتنا بوجوههم الكالحة، وقلوبهم المظلمة، ليفسدوا على الشعب فرحته فوصفوه بالقطيع والمطبل، ونعتوه بالسذاجة، لا أعلم سيكولوجية هؤلاء المرضى حقيقة، ولا أفهم لماذا يحاولون دائما إفساد فرحة شعبنا. فإذا لم يفرح بانتصاراته فبماذا سيفرح إذاً؟
 
نحن شعب يستحق الفرح، ويستحق أن يرفع رأسه عاليا ولو للحظة وسط كل هذه الفخاخ والمؤامرات التي تحيط بنا، قد تكون خطوة صغيرة لكنها تستحق الفرح، لأننا ندرك أن هذه الخطوة وحدها كانت مستحيلة لولا صبر الشعب، وإصرار ملكه على الصمود والمضي قدما مهما كانت الأثمان.
 
من يريد سرقة فرحنا، يريدنا أن نيأس، يريد أن يطفئ آخر شرارة في صدورنا. لكننا لن نطفئ شيئا، سنفرح، حتى لو كان النصر قطرة، لأن القطرة تصير نهرا، والنهر يصير بحرا، وهذا الشعب الذي تصفونه بالساذج لم ينه الحكاية بعد.
 
هؤلاء المرضى لا يدركون أن الفرح هنا ليس ترفا، بل إعلان أمام العالم أننا ما زلنا متمسكين بأرضنا وهويتنا ووحدتنا وحقنا في الانتماء الى جزء من وطننا. فالفرح هنا موقف سياسي بحد ذاته، واستفتاء غير مباشر لنصرة قضيتنا الأولى، وتفويض من الشعب للملك بالمضي قدما حتى غلق هذا الملف نهائيا، نحن لا نقول إن الملف انتهى تماما، ولا إن الطريق خالٍ من التحديات، لكننا نعرف أن كل خطوة تُنتزع هي ثمرة نضال طويل، ومن حق الشعب أن يشعر بثمار صبره وتضحياته.
 
من يريد أن يقمع الفرح لا يفهم معنى التضحية، ولا يدرك أن الشعوب لا تعيش على الانتصارات الكبرى فقط، بل على تلك اللحظات الصغيرة التي تمنحها أملاً لتكمل الطريق نحو الملحمات العظمى، وهي قادمة لامحالة طال الزمن أو قصر، فالفرح ليس سذاجة ولا تفاهة، بل أمل وشجاعة، والشعب الذي يعرف كيف يفرح، يعرف أيضا كيف ينتزع حقه انتزاعا مهما كانت التحديات.