أكد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن قرار مجلس الأمن يشكل لحظة تاريخية فارقة في مسار المغرب، مشيرًا في كلمة له يوم السبت 1 نونبر 2025 خلال " مسار الإنجازات " الذي نظمه الحزب بجهة بني ملال خنيفرة إلى أن المغاربة كانوا ينتظرون الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة لمتابعة عملية التصويت التي لم تكن مجرد عملية عادية، بل حدثًا دبلوماسيًا كبيرًا يعكس الاعتراف الدولي بالتحول العميق الذي عرفه المغرب خلال 26 سنة في جميع المجالات.
وأوضح الطالبي العلمي، أن ما تحقق هو ثمرة رؤية الملك محمد السادس، الذي قاد المغرب نحو مرحلة جديدة من التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية، مع الحفاظ على البيئة وتنفيذ مشاريع كبرى غيّرت صورة المغرب التي ورثها عن المغفور له الملك الحسن الثاني.
وأشار إلى أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إلى جانب الدول التي فتحت قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، لم تقتنع فقط بالخطاب المغربي أو بالأدلة التاريخية والقانونية التي تؤكد مغربية الصحراء، بل اقتنعت أيضًا بالمنظومة الديمقراطية التي يعيشها المغرب وبالاستقرار السياسي الذي يضمنه جلالة الملك.
وأضاف أن ما حدث هو نتيجة لمسار طويل من العمل المتواصل، قائلاً إن هذا المسار لم يكن سهلًا، بل كان معقدًا ويحتاج إلى رؤية بعيدة المدى وصبر ومثابرة.
وأبرز أن المغرب، بفضل حكمته وعدم تدخله في شؤون الآخرين، رسم سياسة خارجية متوازنة منحته تقديرًا واحترامًا دوليين.
واستحضر الطالبي العلمي المراحل التاريخية التي قطعها المغرب في هذا الملف، موضحًا أن الملك الحسن الثاني، رحمه الله، استطاع بعد الاستقلال أن يؤسس دولة موحدة، فيما نقل الملك محمد السادس المغرب من دولة عصرية إلى دولة حديثة مدنية بكل المقومات التي أقنعت الدول الديمقراطية بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي.
وأضاف أن المغرب تقدّم سنة 2007 بمقترح الحكم الذاتي إلى الأمم المتحدة بعد أن مهّد له جلالة الملك في خطاب العرش سنة 2006، مؤكدًا أن المغاربة في تلك الفترة لم يكونوا يتوقعون أن يكون هذا المقترح هو الحل الواقعي والنهائي، غير أن المثابرة والعمل الهادئ جعلا المغرب اليوم يحصد ثمرة جهوده.
وأكد أن ما تحقق يُعدّ تتويجًا لمسار دام 26 سنة، وأن المغرب أنهى مرحلة تاريخية قبل 31 أكتوبر 2025، ودخل اليوم في تاريخ جديد. واعتبر أن التجمع الوطني للأحرار كان من حسن حظه أن يعيش هذه اللحظة الوطنية الكبرى، متوقفًا عند دلالة تزامن هذا الحدث مع ذكرى المسيرة الخضراء المجيدة.
وختم الطالبي العلمي كلمته بالتأكيد على أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل بفضل الإخلاص للوطن والملك، وبفضل الإيمان بعدالة القضية المغربية ووحدة التراب الوطني.