أصدرت جمعية الشعلة للتربية والثقافة بيانا توصلت به جريدة "أنفاس بريس" بخصوص قرار مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية حيث تم التأكيد على أولوية الحل السياسي القائم على مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. نتقاسم مضمونه مع القراء.
إليكم بيان الشعلة:
في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797 حول قضية الصحراء المغربية، والذي تم التأكيد خلاله على أولوية الحل السياسي الواقعي القائم على مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كخيار وحيد وذي مصداقية لإنهاء هذا النزاع المفتعل، فإن جمعية الشعلة للتربية والثقافة، باعتبارها جمعية وطنية تمتد فروعها عبر مختلف جهات المملكة بما في ذلك الأقاليم الجنوبية، وتستمد مشروعها التربوي والثقافي من قيم المسيرة الخضراء المجيدة التي انطلقت سنة 1975، تعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
أولا:
تثمن الجمعية عاليا القرار الأممي الجديد والغير المسبوق الذي يعكس نضج المقاربة المغربية، ويترجم نجاح الدبلوماسية الوطنية، في جعل المجتمع الدولي يعترف بأن مقترح الحكم الذاتي هو السبيل الوحيد لتسوية واقعية ودائمة، تحفظ السيادة والوحدة الترابية للمملكة، وتضمن كرامة وسلامة جميع ساكنة الأقاليم الجنوبية.
ثانيا:
تؤمن الجمعية بأن تحصين هذا المكسب الوطني لا يكون فقط عبر الدبلوماسية والسياسة، بل عبر بناء الإنسان، وتوسيع قاعدة المشاركة المواطِنة في التنمية والديمقراطية. فالمعركة الحقيقية اليوم هي معركة التربية والثقافة والعدالة الاجتماعية، ومعركة تمكين الشباب والأطفال من أدوات الإبداع والمشاركة والتأهيل، بما يجعلهم شركاء فاعلين في حماية المشروع الوطني وتعزيز مساره التنموي.
ثالثا:
تدعو الجمعية إلى ترسيخ المقاربة الديمقراطية في تدبير الشأن العام المحلي والوطني، وإلى إنصاف المجتمع المدني كفضاء للتكوين والتأطير والترافع، طبقا لمقتضيات دستور المملكة الذي جعل من الديمقراطية التشاركية ركناً أساسياً في البناء المؤسساتي المغربي.
وفي هذا السياق، تؤكد الجمعية أن تمكين المجتمع المدني، وتثمين أدواره في ميدان الطفولة والشباب، هو الضمانة الحقيقية لصون مكتسبات الوطن وتحصين وحدته.
رابعا:
تجدد الجمعية التزامها التاريخي بمواصلة رسالتها التربوية والثقافية في تربية أجيال متشبعة بقيم المواطنة، والوحدة، والحرية، والعدالة الاجتماعية، وبالمساهمة في إشاعة ثقافة السلم والحوار والتعدد داخل المجتمع، بما يعزز النموذج المغربي في تدبير التنوع والاختلاف.
خامسا:
إن جمعية الشعلة للتربية والثقافة تعتبر أن قرار مجلس الأمن هذا ليس فقط انتصاراً للدبلوماسية المغربية، بل هو مسؤولية جماعية تقتضي تعبئة جميع القوى الحية، وفي مقدمتها مؤسسات التربية والتكوين، من أجل استمرار المسيرة المغربية في اتجاه مجتمعٍ ديمقراطي متوازن، يحقق العدالة المجالية، ويضع الإنسان في قلب كل مشروع تنموي.
المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة.