الرجاء وفلسفة الصورة

الرجاء وفلسفة الصورة فلسفة الإبداع في تيفو الرجاء

إن عودة النسور الخضر إلى الميادين، هي بالضرورة عودة لأجواء الإبداع ورونق التحف الفنية، التي تمتد كالعادة لعوالم الرسم والأدب والفلسفة. وهذا ما يميز جمهور الرجاء، بثقافته الواسعة التي تستمد من الرموز وحقل الدلالة الفلسفي.

إن فلاسفة الرجاء في هذا السياق الإبداعي، يحاولون تقريب المفاهيم المعقدة لأوسع جماهير كرة القدم، في محاولة لإنزال الفلسفة من الأبراج العاجية إلى الناس البسطاء، فالحكمة الفلسفية ملك للجميع.

وقد اختار مبدعو المدرج الجنوبي هذه المرة لوحة إشكالية للفنان البلجيكي رينيه ماغريت (René Magritte) بعنوان "خيانة الصور" (La trahison des images)، أثارت جدلاً واسعًا لحمولتها الرمزية. اللوحة تظهر رسمًا لـ"غليون" (pipe) ومكتوب تحتها بالفرنسية:"Ceci n’est pas une pipe"
"هذا ليس غليونًا"

إنه تدقيق لغوي وفلسفي لمفهوم الصورة كتخيل فقط للواقع المادي؛ فالصورة تكثيف لوهم لا يمكن أن يكون الشيء الواقعي الملموس. ففي نهاية المطاف، هي صورة غليون وليست غليونا حقيقيًا.

أما المفارقة الإبداعية التي لجأ إليها جمهور الرجاء، فهي أنهم حملوا تيفو في قمة الإبداع يجسد شخصًا رجاويًا بالقميص الأخضر وهو يحمل غليونًا، وترافقه عبارة:
"Ceci est une pipe"
"هذا غليون"

يعني أن الرسالة الرمزية لهذا الجمهور المبدع، بهاته الجملة العكسية لمقولة الرسام البلجيكي، هي أن قمة الإتقان والحبكة الفنية لتيفوات الرجاء تجعل المشاهد لا يفرق بين الصورة والواقع، لدرجة الاعتقاد بأن هذه الصورة الدقيقة لتيفوات الرجاء شيء حقيقي وليس مجرد صورة. أهناك إبداع فلسفي أكثر من هذا؟

وفي نفس السياق، حمل جمهور الكورفا سود لافتة تحمل عبارة:
"Fumer tue, la crise des hôpitaux aussi"
"التدخين يقتل، أزمة المستشفيات تقتل أيضًا"

هي استكمال للحديث عن الغليون وأضرار التبغ، لكن في جوهرها رسالة واضحة حول أزمة النقص المهول في المستشفيات وتجهيزها، والتي تفجرت في الأسابيع الماضية. إنها نوع من التفاعل التحسيسي مع نبض المجتمع، آماله وأحلامه في غد أفضل.

 

من صفحة ‎Raja Philosophers فلاسفة الرجاء ( الفيسبوك)