أنور الشرقاوي: عناق النصر بين الوزير والمدرب

أنور الشرقاوي: عناق النصر بين الوزير والمدرب أنور الشرقاوي
تلك اللحظة لم تكن مجرد عناق، بل كانت زمناً توقف احتراماً لِما يليق بالوطن أن يخلده.
في ضوء الكاميرات الساطع، التقيا لا وفق بروتوكول جامد، بل وفق نبض بلدٍ يتنفس بفخر واحد.
فتح السيد بوريطة، حارس كلمات الوطن في ساحات العالم، ذراعيه لمدرب أشبالنا، السيد وهبي، صانع حلمٍ خجول أصبح حقيقة تصدح بنشيد الانتصار.
كان ذلك الفعل البسيط كافياً ليخبر الدنيا أن التاريخ لا يُكتب فقط في دهاليز السياسة، بل يولد أيضاً تحت هدير الجماهير وعلى عشب الملاعب.
الجسد قال ما عجز عنه الخطاب.
اعتراف فوري، يكاد يكون أخوّة، وكأن الحدود بين صالونات الدبلوماسية الوثيرة وقسوة التدريبات تبددت في لحظة صفاء.
عناق. اندماج. طريقان مختلفان، يقودان نحو نجمة واحدة… نجمة المغرب.
في ذلك العناق امتزج عرق غرف الملابس بحبر الاتفاقيات، حلم الفتى الذي يطارده المجد بيقظة الدبلوماسي الذي يحرس صورة الوطن، ضحكات البيوت المغربية بحسابات العالم الباردة.
قالت تلك اللحظة إن للوطن أكثر من سبيل يرفعه إلى العلياء:
بكرةٍ تتدحرج أو بحقيبة أوراق، بلمسة ساحرة أو بكلمة موزونة، بدهاء في الملعب أو بدهاء في الخرائط السياسية.
في تلك الليلة، لم يكن أحدهما وزيراً ولا الآخر مدرباً.
كانا شقيقين في النصر، ابنَين لعلم واحد، وقلبين يخفقان بالحكاية نفسها… حكاية ما زالت تُكتب.
كانت لحظة حقيقة وطنية، جاء فيها الكوني ليدخل بيت العائلة، وجاء فيها حب الوطن في هيئة حنان عابر، يختصر ما يعجز عنه الشعر.
فهم المغرب أن أبطاله لا ينفصلون، بل يكمل بعضهم بعضاً.