أوصى المشاركون في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لإدارة سلاسل التوريد والتسويق المنعقد بمكتبة محمد السادس الوسائطية بالعيون، تحت شعار “العيون الساقية الحمراء محور لوجستي وتجاري للتكامل الأورومتوسطي والإفريقي واستقطاب الاستثمارات الدولية”، بضرورة تحديث البنية التحتية للنقل والخدمات الأساسية لتحقيق تنمية متوازنة وتسريع وتيرة المشاريع الجهوية، مع اتخاذ تدابير عاجلة للحد من البطالة بين الشباب وتحسين ظروفهم المعيشية.
وأكد المؤتمر الذي انعقد مؤخراً في جهة العيون الساقية الحمراء، على أهمية الجهة كمحور لوجستي وتجاري رئيسي للتكامل بين القارتين الأوروبية والإفريقية، ورمز لجذب الاستثمارات الدولية.
وجمع المؤتمر، الذي نظم بشراكة بين جامعة القاضي عياض بمراكش وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة العيون الساقية الحمراء، بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص، والجماعات الترابية، والغرف المهنية، حيث تم التأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتنسيقها على مستويات متعددة لاستثمار الإمكانيات المحلية والجهوية.
واستهدف المؤتمر بالخصوص تعزيز قدرات المقاولات الصغيرة والمتوسطة وتمكين الشباب المغربي، ليكونوا عوامل فاعلة في الدينامية الاستثمارية والتنموية بالجهة.
كما تم التأكيد على أهمية تطوير الموارد البشرية من خلال برامج تكوين مهني متخصصة ترتقي بمهارات القوى العاملة لتواكب متطلبات السوقين الأوروبي والإفريقي. وتم اقتراح إنشاء أقطاب تكوينية قرب الموانئ والمناطق الصناعية، إضافة إلى تشجيع التعاون بين الجامعات المغربية ونظيراتها في الخارج.
وشدد المؤتمر على ضرورة تعزيز الربط الاقتصادي بين المغرب وإفريقيا وأوروبا، بوصف جهة العيون الساقية الحمراء جسرا استراتيجيا للتكامل الأورو-إفريقي. وشملت التوصيات توسيع التعاون الأطلسي على أسس من العدالة وتبادل المنافع.
وفيما يتعلق بالتمويل، دعا المشاركون إلى إنشاء صندوق استثماري إفريقي-أوروبي لدعم المشاريع اللوجستية بالجهة، مع إعطاء دور كبير للمقاولات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية المستدامة. وطرحت آليات تحفيزية لتسهيل جذب الاستثمارات عبر شراكات مبتكرة بين القطاعين العام والخاص.
كما ناقش المؤتمر أهمية رقمنة الإجراءات الجمركية لتسهيل حركة التجارة وتحسين الشفافية، بالإضافة إلى توحيد المعايير القانونية والتنظيمية بين الأطراف المعنية.
وشدد على أهمية دمج أنظمة النقل والخدمات لتعزيز تنافسية الأسواق وضمان تدفق سلس للبضائع.
وأوصى المشاركون بإحداث مرصد جهوي لمتابعة مؤشرات التنمية اللوجستية والتقييم المستمر للمشاريع، مع تعبئة الجامعات ومراكز البحث لضمان الاستفادة من الخبرات العلمية في تطوير السياسات.
في الختام، أكد المؤتمر أن جهة العيون الساقية الحمراء تمتلك مقومات قوية لتكون منصة لوجستية إفريقية أوروبية متكاملة، قادرة على استقطاب الاستثمار وخلق فرص العمل، وتحقيق نموذج جديد للتكامل الاقتصادي قائم على الشراكة والتنمية المشتركة، متماشيا مع التوجيهات الملكية لمحمد السادس.