سعيد هندي: آثار تتويج المنتخب المغربي للشبان بكأس العالم على صورة المغرب

سعيد هندي: آثار تتويج المنتخب المغربي للشبان بكأس العالم على صورة المغرب سعيد هندي
حقق المنتخب المغربي للشباب إنجازا تاريخيا بتتويجه بلقب كأس العالم لكرة القدم في تشيلي، بعد فوزه على الأرجنتين في النهائي بنتيجة 2-0. هذا الفوز جعله أول منتخب عربي يحرز هذا اللقب، وثاني منتخب أفريقي بعد غانا عام 2009. 
 
يأتي هذا الإنجاز بعد مسيرة مذهلة شملت انتصارات على إسبانيا، البرازيل، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، وفرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح. 

ولم يكن هذا الفوز مجرد نصر رياضي، بل كانت له تأثيرات عميقة على صورة المغرب داخليا ودوليا، تعزز الثقة الوطنية وتعكس نمو الكرة المغربية كقوة عالمية. 
 
ويمكن حصر هذه الآثار في تعزيز الفخر الوطني والوحدة الداخلية، حيث أشعل الإنجاز موجة من الفرحة الجماعية في المغرب، واحتفل الملايين في الشوارع والميادين.

أولا، هذا التتويج عزز الشعور بالفخر، خاصة أنه يأتي بعد إنجازات سابقة مثل المركز الرابع للمنتخب الأول في مونديال 2022، والبرونزية الأولمبية للشباب في 2024.

ساهم في توحيد الشعب حول رؤية الملك محمد السادس للشباب والرياضة، كما أكد المدرب محمد وهبي، الذي وصف الفوز بـ"فرحة لا توصف وتتويج لرؤية الملك". حتى الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، هنأ الملك محمد السادس، مما يعكس الدعم الإقليمي.
 
ثانيا، تحسين الصورة الدولية والرياضية، إذ أصبح المغرب رمزا للنجاح الأفريقي والعربي، حيث وصفته وسائل إعلام عالمية مثل BBC بأنه "رسالة قوية"، وبأن "كرة القدم الأفريقية تتقدم بشكل مبهر.

في إسبانيا، وصفت صحيفة آس AS المنتخب المغربي بـ"قوة كروية حاضرة وسط النخبة"، بينما اعترفت الصحافة الأرجنتينية بـ"التفوق التكتيكي المغربي المستحق".

هذا الإنجاز يعزز صورة المغرب كدولة استثمرت في البنية التحتية، مثل أكاديمية محمد السادس، مما أدى إلى سلسلة انتصارات قياسية (16 فوزًا متتاليًا للمنتخب الأول). كما يمهد لمونديال 2030 المشترك مع إسبانيا والبرتغال، حيث يُرى المغرب الآن كشريك قوي.
 
ثالثا، هناك تأثيرات اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد. فبعد مونديال قطر 2022، زاد الاهتمام الإيجابي بالمغرب خارج الرياضة، مما يعزز السياحة ويرفع من الاستثمارات. على سبيل المثال، نجاح 2022 ساهم في اختيار المغرب لاستضافة 2030، رغم عدم وجود بيانات سياحية دقيقة، إلا أن الاهتمام الإعلامي يُترجم إلى نمو اقتصادي.
 
على المستوى الشبابي، يفتح أبوابًا للاعبين في أندية أوروبية كبرى، كما حدث بعد نجاحات سابقة، مما يعزز صورة المغرب كمصدر مواهب عالمية. كما يلهم الأجيال الجديدة، حيث أصبحت الكرة المغربية "دافعًا إيجابيًا" بدلاً من ضغط، كما قال نبيل باها مدرب المنتخب المغربي لفئة أقل من  17 سنة، والذي قاد هو الآخر المنتخب إلى التتويج بكأس أفريقيا.