بعد الفوز بكأس العالم: من يكون محمد وهبي.. صانع أفراح المغاربة

بعد الفوز بكأس العالم: من يكون محمد وهبي.. صانع أفراح المغاربة ‬محمد‭ ‬وهبي،‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬للشباب‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة
دون‭ ‬محمد‭ ‬وهبي،‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬للشباب‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة،‭ ‬اسمه‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية،‭ ‬بعد‭ ‬قيادة‭ ‬أشبال‭ ‬الأطلس‭ ‬إلى‭ ‬بلقب‭ ‬مونديال‭ ‬الشيلي‭ .‬2025‬
 
رأى‭ ‬محمد‭ ‬وهبي،‭ ‬‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بروكسيل‭ ‬البلجيكية‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شتنبر‭ ‬سنة‭ ‬1976‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬كمدرس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬شارل‭ ‬بولس،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقوده‭ ‬القدر‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬المستديرة‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬أكاديمية‭ ‬فريق‭ ‬أندرلخت‭ ‬البلجيكي‭ ‬سنة‭ .‬2003‭‬‮ ‬
 
وضعت‭ ‬إدارة‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬العريق‭ ‬ثقتها‭ ‬في‭ ‬وهبي‭ ‬فأمنته‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬للفريق‭ ‬البلجيكي،‭ ‬بداية‭ ‬بتدريب‭ ‬فئة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬تسعسنوات،‭ ‬وتابع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬حتى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬11،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتقي‭ ‬بنفس‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬14،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬لتدريب‭ ‬فريق‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬وبعدها‭ ‬تولى‭ ‬تدريب‭ ‬آخر‭ ‬فئة‭ ‬شبابية‭ ‬في‭ ‬النادي،‭ ‬وهي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭.‬
 
بموازاة‭ ‬مع‭ ‬عمله‭ ‬القاعدي،‭ ‬تلقى‭ ‬المدرب‭ ‬وهبي‭ ‬تكوينه‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والعلمي‭ ‬في‭ ‬بلجيكا،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬دبلوم‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬"ويفا‭ ‬برو"‭. ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يحرق‭ ‬المراحل‭ ‬إذ‭ ‬تولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬تدريب‭ ‬الفريق‭ ‬الرديف‭ ‬لأندلخت‭ ‬خلفا‭ ‬لرينيه‭ ‬بيترز،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬مساعدا‭ ‬للمدرب‭ ‬بيسنيك‭ ‬هاسي‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬لهذا‭ ‬النادي‭ ‬العريق‭.‬
 
وخلال‭ ‬موسم‭ ‬2014-2015،‭ ‬بلغ‭ ‬فريق‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬تحت‭ ‬قيادته‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬دوري‭ ‬الشباب‭ ‬الأوروبي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬السعودي‭ ‬كمساعد‭ ‬ليانيك‭ ‬فيريرا‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الفتح‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام ‭ ‬2022.
‭‬
في‭ ‬نفس‭ ‬السنة‭ ‬قررت‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬المدرب‭ ‬وهبي،‭ ‬فتعاقدت‭ ‬معه‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قاده‭ ‬للتويج‭ ‬بلقب‭ ‬بطولة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬واحتل‭ ‬وصافة‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأمم‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭.‬
 
وكلما‭ ‬وجهت‭ ‬سهام‭ ‬النقد‭ ‬للناخب‭ ‬الوطني،‭ ‬بادرت‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الثقة‭ ‬فيه،‭ ‬ليبلغ‭ ‬بعدها‭ ‬نهائي‭ ‬بطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬والتتويج‭ ‬ببطولة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بمصر‭ ‬وكتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬بلقب‭ ‬مونديال‭ ‬الشيلي‭.

سر‭ ‬النجاح‭... ‬كيف‭ ‬قاد‭ ‬محمد‭ ‬وهبي‭ "‬أشبال‭ ‬الأطلس‭" ‬إلى‭ ‬المجد‭ ‬العالمي؟
‬قاد‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬محمد‭ ‬وهبي‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بتتويجه‭ ‬بلقب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬أطوارها‭ ‬في‭ ‬الشيلي،‭ ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانتصارات‭ ‬المتتالية‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬المنتخبات‭ ‬العالمية،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬الفوز‭ ‬المثير‭ ‬والمستحق‭ ‬على‭ ‬منتخب‭ ‬الأرجنتين‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭.‬
 
هذا‭ ‬التتويج‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬الصدفة،‭ ‬بل‭ ‬ثمرة‭ ‬عمل‭ ‬استراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬الأمد،‭ ‬وفلسفة‭ ‬تدريبية‭ ‬محكمة‭. ‬فقد‭ ‬أجمع‭ ‬المحللون‭ ‬التقنيون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬وهبي‭ ‬اعتمد‭ ‬نهجًا‭ ‬تكتيكيا‭ ‬متوازنا،‭ ‬جمع‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬الانضباط‭ ‬الدفاعي‭ ‬والفعالية‭ ‬الهجومية،‭ ‬مع‭ ‬تركيز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬والنفسي‭ ‬للاعبين،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المنتخب‭ ‬يظهر‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬وثابت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬البطولة‭.‬
‮ ‬
في‭ ‬تصريحات‭ ‬لموقع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬قال‭ ‬وهبي‭:‬
"أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬النجاح‭. ‬جميع‭ ‬اللاعبين‭ ‬يتشاركون‭ ‬هدفا‭ ‬واحدا:‭ ‬المغرب،‭ ‬وطنهم،‭ ‬شعبهم،‭ ‬وملكهم‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يوحدهم‭. ‬يمكنك‭ ‬رؤية‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مباراة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركضة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هجمة‭ ‬مرتدة‭. ‬لديهم‭ ‬عزيمة‭ ‬إضافية‭. ‬إنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بدعم‭ ‬بلادهم‭ ‬بالكامل،‭ ‬وهذا‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬نظهرها،‭ ‬والتي‭ ‬ظهرت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2022،‭ ‬مثل‭ ‬الوحدة‭ ‬والتضامن‭ ‬والاحترام‭. ‬وطبيعي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬أيضًا‭ ‬لأفريقيا:‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬قارتنا‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بالألقاب‭ ‬الدولية‭.‬"
‮ ‬
وفي‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬تلهم‭ ‬بقية‭ ‬المنتخبات‭ ‬الإفريقية؟
قال: "نعم‭ ‬بالتأكيد‭. ‬كأننا‭ ‬كسرنا‭ ‬سقفا‭ ‬زجاجيا‭. ‬وبمجرد‭ ‬كسره،‭ ‬يبدأ‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬الإيمان‭ ‬بإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجوم‭. ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخشية‭ ‬أو‭ ‬العائق‭ ‬النفسي‭. ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أحد،‭ ‬مع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬الجميع‭. ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬وليد‭ ‬الركراكي‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬مهد‭ ‬الطريق،‭ ‬وسيواصل‭ ‬تمهيده‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬"
 
 
‬أما‭ ‬عن‭ ‬الانسجام‭ ‬الكبير‭ ‬داخل‭ ‬المجموعة‭ ‬وهل‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬اللاعبين‭ ‬أم‭ ‬إلى‭ ‬عملكم‭ ‬أنتم؟‮ ‬
فكان‭ ‬رد‭ ‬الناخب‭ ‬الوطني‭ ‬وهبي‭ ‬هو: "بصراحة،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفضل‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الجهاز‭ ‬التقني‭ ‬والعمل‭ ‬الذي‭ ‬قمنا‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭. ‬لقد‭ ‬وضعنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬وهيكلًا‭ ‬واضحًا‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭. ‬بعض‭ ‬اللاعبين،‭ ‬رغم‭ ‬موهبتهم‭ ‬الكبيرة،‭ ‬لم‭ ‬يواصلوا‭ ‬معنا‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يحترموا‭ ‬تلك‭ ‬القواعد‭. ‬نحن‭ ‬نكرر‭ ‬دائمًا: "لا‭ ‬أعذار،‭ ‬ولا‭ ‬ملامة"‭. ‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬العيوب،‭ ‬ولا‭ ‬تختلق‭ ‬الأعذار‭. ‬أعتقد‭ ‬أنكم‭ ‬ترون‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬تنعكس‭ ‬في‭ ‬أدائنا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الملعب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا أكثر‭ ‬فخرا‭.‬"‮ ‬