عبد الغني الراقي: غياب الإرادة السياسية وراء فشل إصلاح التعليم بالمغرب

عبد الغني الراقي: غياب الإرادة السياسية وراء فشل إصلاح التعليم بالمغرب عبد الغني الراقي، عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي
أكد عبد الغني الراقي، عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن غياب الإرادة السياسية هو السبب الرئيسي وراء فشل جميع الإصلاحات التعليمية بالمغرب منذ الاستقلال، رغم تعددها. ودعا الراقي إلى حوار وطني شامل يجمع مختلف الفاعلين لوضع استراتيجية واضحة لإصلاح التعليم، معتبراً أن أي إصلاح يجب أن يشمل جميع المستويات التعليمية بشكل متكامل وتدريجي.
 
لماذا فشلت الإصلاحات المتعلقة بالنظام التعليمي بالمغرب؟
إن سبب فشل الإصلاحات المتعلقة بالتعليم في المغرب، والتي تُقدَّر حسب البعض بأحد عشر إصلاحاً، بينما هناك من يؤكد أنها بلغت سبعة عشر إصلاحاً منذ حصول المغرب على الاستقلال، يرجع إلى غياب إرادة سياسية حقيقية للإصلاح.
فلو كانت هناك إرادة حقيقية، كما حدث في عملية بناء الملاعب، حيث تم في فترة قصيرة إعادة هيكلة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لتم أيضاً إصلاح التعليم.
بمعنى أن الإرادة السائدة هي إرادة عدم الإصلاح. فهناك قناعة لدى البعض بضرورة إبقاء التعليم على حاله حتى لا يكون هناك مواطن مغربي قادر على النقد والاحتجاج، ويعي حقوقه وواجباته. إنهم يريدون الحفاظ على نسبة مهمة من التجهيل.
 
ما هي الوصفة التي تقترحها لإصلاح القطاع وإنهاء أعطابه؟
لا يمكن الحديث عن وصفة سحرية لإصلاح منظومة التعليم وإخراجها من الوضعية التي تغرق فيها حالياً.
لكن المدخل الأساسي يمكن أن يكون فتح حوار وطني شامل يشارك فيه المختصون والمفكرون والقوى السياسية والنقابات والمجتمع المدني، بهدف التوافق على صيغة لإصلاح التعليم تُعالج الأعطاب الهيكلية والمزمنة التي تعرفها المنظومة منذ عقود.
لقد حان الوقت لكي يجلس المغاربة، من خلال ممثليهم، لمناقشة هذه القضية الحيوية ووضع استراتيجية عمل واضحة قابلة للتنزيل.
 
ألا ترى أنه من الأنسب بدء تنزيل إصلاح التعليم مع التلاميذ الجدد الذين سيلتحقون بالمدرسة بداية الموسم المقبل دون نسيان باقي المستويات؟
شخصياً، لا أتفق مع هذا الطرح وأعتبره مقاربة غير سليمة. فإذا كانت هناك رؤية لإصلاح التعليم، فيجب أن تشمل جميع المستويات في وقت واحد. وهذا الأمر لا يمكن لأي كان أن يفتي فيه، بل يجب أن يترك لأصحاب الاختصاص، مع إمكانية التنزيل التدريجي بروح العلم والمعرفة، بعيدا عن كل ما هو سجالي أو ظرفي.