سعيد ودغيري حسني: طلوع نجم جيل Z.. حين كتب المغرب قصيدته الكروية في ليل العالم

سعيد ودغيري حسني: طلوع نجم جيل Z.. حين كتب المغرب قصيدته الكروية في ليل العالم سعيد ودغيري حسني
ليل من ليالي التاريخ. يوشك أن يُفتح كما يُفتح باب السماء للدعاء المستجاب.
فيه ولد حلم جديد. لا ككل الأحلام. بل كنبض وطن قرر أن يكون له موطئ قدم في ذاكرة المجد الكروي.
جيل Z المغربي يشق طريقه نحو ربع نهائي كأس العالم. ليواجه الولايات المتحدة الأمريكية. مواجهة لا تشبه غيرها. مواجهة بين أملٍ حديثٍ وتاريخٍ عريقٍ ينهض من بين الأمواج كطائر فينيق مغطى بعَلَم المغرب.
 
كل دقيقة من هذا المشوار كانت رسالة. رسالة تقول إننا لم نعد ننتظر المعجزات. بل نصنعها.
من أول مباراة إلى آخر صافرة في ثمن النهائي. كان كل لاعب كاتباً في رواية وطنية يكتبها بالعرق والذكاء والانضباط.
جيل تربى في مدارس جديدة للفكر الكروي. حيث التدريب علم. والانضباط فن. والروح الوطنية تاج.
جيل وُلد في زمن التكنولوجيا لكنه حمل قلب فاس ومراكش وطنجة ودرّب ساقيه على الحلم.
جيل لم يعرف الخوف. لأنه يعرف أن المجد لا يُورث بل يُنتزع.
 
المغرب اليوم لا يشارك فقط. بل يُعلّم. لا يلعب فقط. بل يُبدع.
في كل تمريرة هناك هندسة. وفي كل هدف هناك فلسفة.
من طنجة إلى أكادير. من وجدة إلى الداخلة. من الدار البيضاء إلى مراكش. تمتد حدائق خضراء من العشب الطبيعي والاصطناعي.
ملاعب تتنفس الهواء النقي. مزدانة بتقنيات ذكية. وكأنها درر على جيد الأطلس.
كل ملعب قصة. وكل قصة فصل من كتاب التنمية والرؤية والرهان على الإنسان.
 
من قال إن الكرة مجرد لعبة؟
إنها اليوم صناعة. والمغرب بات أحد كبار المصنعين.
يصدر الموهبة والاحتراف والروح. يصدر الإلهام كما تصدر البلاد زهرها وفسيفسائها وضياءها.
إنها منظومة مكتملة. من الأكاديميات إلى التحكيم. من المدربين إلى الجمهور. من التخطيط إلى الحلم الذي لا يغيب.
المغرب لم يَعُد يلهث وراء الأضواء. بل صار من يصنعها.
 
حين ترى ملعب محمد السادس. أو مركب مراكش الدولي. أو طنجة الكبير. تعرف أن هذا الوطن فهم اللعبة بعمقها.
فهم أن البنية التحتية ليست إسمنتاً وحديداً. بل ثقافة وانتماء وإرادة.
فهم أن كرة القدم لا تُبنى في يوم. بل في جيلٍ آمن بأن العشب الأخضر يمكن أن يكون طريقاً نحو المجد.
 
التأهل إلى ربع النهائي لم يكن مجرد فوزٍ رياضي. بل حدثٌ وطني. لوحة كتبها شباب الوطن بلون الروح.
إن دلّ هذا الإنجاز على شيء. فإنه يدل على أن المغرب لا يستحق فقط تنظيم كأس إفريقيا للأمم. بل يستحق أن يكون القلب النابض لكأس العالم.
يستحقها لأن لديه الأرض. والناس. والبنية. والحلم. والإرادة.
لديه التاريخ الذي لا يشيخ. والمستقبل الذي لا يخاف.
 
الليلة كل القنوات تتحدث. كل المواقع تكتب. كل الصحف تضع صورة هذا الجيل على صفحاتها الأولى.
لا حديث لهذا الفجر إلا عن طلوع هذا النجم المغربي الذي أضاء سماء الكرة.
جيل Z. الجيل الذي صنع الحدث.
الجيل الذي جعل العالم يقف احتراماً لموهبة تتحدث لغة واحدة. لغة الإتقان.
 
نعم. هذا هو المغرب الذي نعرفه.
وها هم أبناؤه الذين يعيدون صياغة الحلم بحروف من ذهب.
من سيدي بليوط إلى مراكش. من فاس إلى الدار البيضاء. من الأطلس إلى شواطئ المحيط.
كل شيء الآن يردد النشيد.
كل شيء يهمس باسم المغرب.
 
وإن كان لا بد من ختام. فليكن بالشعر. لأن الشعر لغة القلب حين تضيق به الكلمات.
 
 يا مغرب المجدِ يا أرضَ البطولاتِ
فيكَ الشبابُ مضوا في دربِ غاياتِ
زهرُ الملاعبِ قد أزهرْتَ رونقَهُ
والعشبُ صارَ سجوداً للكراماتِ
جيلُ Z أقبلَ كالفجرِ مبتسماً
يرنو إلى الشمسِ في ثوبِ البطولاتِ
إن كان هذا الزمانُ يسألُ عن وطنٍ
فالمغربُ اليومَ عنوانُ السماواتِ
 
جيل Z. فخر وطن يكتب مجده بالحلم والعمل.
فجره مغربي. نوره مغربي. ومصيره إلى الأعلى بإذن الله.