سناء المستعفر: كياسة الشعب المغربي في الحفاظ على أمنه واستقراره

سناء المستعفر: كياسة الشعب المغربي في الحفاظ على أمنه واستقراره سناء المستعفر
يُعدّ الشعب المغربي من الشعوب التي تميزت عبر التاريخ بحكمتها وكياسَتها في التعامل مع مختلف الأوضاع والأزمات، وهو ما جعل المغرب نموذجًا فريدًا في الاستقرار داخل محيط إقليمي ودولي مضطرب. فالكياسة، بمعناها العميق، ليست مجرد لطفٍ في السلوك، بل هي وعيٌ جماعيّ راقٍ، وقدرة على الموازنة بين الدفاع عن الحقوق وصون مصلحة الوطن العليا.

لقد برهن المغاربة في أكثر من محطة على هذا الوعي، سواء في فترات الأزمات السياسية أو التحولات الاجتماعية، حيث ظلّوا متمسكين بمبادئ السلم والحوار، معبّرين عن مطالبهم بأساليب حضارية وسلمية. فبدل الانسياق وراء دعوات الفوضى أو التفرقة، اختار الشعب المغربي طريق الإصلاح التدريجي، مؤمنًا بأن الأمن والاستقرار هما أساس كل تنمية وعدالة اجتماعية.

كما أن الثقة المتبادلة بين الشعب ومؤسساته، وفي مقدمتها المؤسسة الملكية، ساهمت في ترسيخ هذا الاستقرار، إذ يدرك المغاربة أن حماية الوطن مسؤولية جماعية لا تُختزل في جهة واحدة. ويُضاف إلى ذلك الدور الكبير الذي تلعبه القيم الدينية والوطنية المتجذرة في المجتمع، والتي تُعلي من شأن الوحدة والتضامن والاعتدال.

إن كياسة الشعب المغربي ليست طارئة، بل هي نتاج تاريخ طويل من التعايش والتنوع والتمسك بالهوية الوطنية. وهي اليوم تمثل درعًا حصينًا يحمي البلاد من كل ما يهدد أمنها، ودعامة أساسية لمواصلة مسار التنمية والبناء الديمقراطي.

وفي الختام، يمكن القول إن المغرب بفضل وعي أبنائه وكياسَتهم استطاع أن يجعل من الأمن والاستقرار خيارًا استراتيجيًا وثابتًا وطنياً، لأن من أدرك قيمة الوطن، أحسن صيانته.