بعض الكلام ضروري من قوله أحيانا، حتى وإن كان التقعل يقول لنا أن نتجاوز. فبعض الصراخ في وجه الجهل والقبح ضروري أمام بعض حالات الجهالة.
من ذلك سؤال:
كيف يرانا الآخرون؟
فهي واحدة من الفرص الذهبية التي سمحت لنا بها تطورات الأحداث الأخيرة بالشارع المغربي. يهمني منها الآن بعض تفاعلات "إخوتنا" المشارقة بدء من الجزائر حتى قطر (بعدها سنعود لإعلام ماما فرنسا المتهافت ووليداتو للي هنا ولهيه).
هكذا عفو الخاطر يمكن تسجيل ما يلي:
- الشارع المصري يصدر عن موقف محبة وخوف وتقدير تضامني معنا كبلد وأمة. يهمه أن يحفظ الله بلدنا وأهله من كل سوء، مما يجعلهم يوجهون نصائح بالجملة أن نحافظ على بلدنا وأمنها واستقرارها ومكتسباتها.
- متعة المتع هي تتبع الإعلام الجزائري الرسمي والخاص والكثير من المواقع الإلكترونية، حيث نكتشف معهم كما لو أن بلادنا تكاد تمحى من الخريطة وأننا انتهينا إلى زوال دون أن ندرك نحن ذلك. أكاد أقرص نفسي لأتأكد إن كنت لا أزال موجودا. وإن كانت البلاد التي أفرح بشمسها كل صباح هي ذات البلاد الحالكة السواد التي يكذبون على أنفسهم بها ههههه. فعلا بعض العقد النفسية مثيرة.
- بعض من إعلام المشرق العربي وبعض زبانيته (بائعي الذمم) وجزء من المواقع الإلكترونية الدائرة في ذلك الفلك، يؤكد مجددا بالملموس أن الناس هناك لا تعرف فعلا المغرب وأهله. من حيث سعيهم لترسيخ أن ما يحدث جزء من "ربيع عربي" يجدد حراكه. والحال أن زمن الوعي المغربي لا علاقة له بعقد المشرق وحساباته الضيقة وأنه منتم لزمن عالمي أكبر لا يستطيعونه هم ولا قدرة لهم عليه.
هي مناسبة ليتعلموا فعلا من المغرب والمغاربة من موقع اختلافنا عنهم تراكما في الوعي السياسي وصلابة في معنى الدولة (العريقة منذ قرون) ومنظومة قيم مغربية مخصوصة، أن المسافة هائلة بين الخطابة والفعل الملموس في الواقع الملموس. فشبيبة المغرب متصالحة مع شروط العولمة التي هي جزء منها وعيا وممارسة وشكل محاسبة لأعطابنا وأخطائنا، وهذا أمر أكبر من أعطابهم التاريخية هناك.
إن رأسمالنا الأصلب هو في سماد وعينا الجماعي الذي له شرعيته التاريخية والمؤسساتية والوطنية وآلياته التدبيرية ذات التراكم في الدربة للتوافق (دولة ومجتمع)، نحن لنا "تاحراميات ديالنا" لوحدنا وأننا بعيدون عن واقعهم الطائفي الذي هو ترجمان لأزمة الدولة عندهم وأزمة مشروعيتها السياسية والتاريخية.
بالتالي نحن لسنا من زمنكم، نحن أمة من زمن العالم.