أدان أيمن عقيل، رئيس مركز ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بمصر، بشدة استغلال الخطاب الإنساني من قبل جماعات مسلحة انفصالية، معتبرا هذا الاستغلال محاولة خطيرة لاختطاف القيم الإنسانية وتوظيفها في أنشطة عسكرية وإيديولوجية.
وجاء ذلك في تصريحاته بجنيف التي ركز فيها على الحالة الخطيرة في مخيمات تندوف الواقعة بجنوب غرب الجزائر، والتي ترتبط بتنظيم البوليساريو.
وأشار عقيل إلى أن عسكرة مخيمات تندوف تشكل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، حيث تشمل اعتقالات تعسفية وحرماناً ممنهجاً من الحرية، إلى جانب عملية شحن إيديولوجي مستمرة بين السكان داخل هذه المخيمات.
وأضاف أن عمليات التجنيد القسري للأطفال، الذين قد لا تتجاوز أعمار بعضهم 12 عامًا، تعد من أبشع الانتهاكات التي تستخدم ذريعة حقوق الإنسان لتبريرها، ليس فقط في تندوف، بل في مناطق أخرى من إفريقيا.
وفي تحذيره، أكد عقيل أن بعض المخيمات قد تم تحويلها إلى قواعد عسكرية مقنعة، ما يعرض المدنيين، وخاصة الأطفال، إلى مخاطر كبيرة تهدد حياتهم ومستقبلهم.
هذا الواقع يبرز بوضوح التحدي الكبير الذي يمثله استغلال القضايا الحقوقية الحقيقية في أطر عسكرية وأيديولوجية تضر بالسكان المدنيين بصورة مباشرة.
ودعا رئيس مركز "ماعت" المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل عبر فتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه التجاوزات وتشكيل آليات فعالة للمساءلة، فضلاً عن فرض عقوبات رادعة على الجماعات المسلحة المسؤولة عن هذه الانتهاكات، مع التأكيد على ضرورة عدم الخلط بين النشاط الحقوقي الحقيقي والتوظيف الأيديولوجي الذي يخدم أجندات مسلحة.
يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الانتقادات الدولية تجاه أوضاع حقوق الإنسان في مناطق النزاع والتي تتعرض فيها حقوق المدنيين، لا سيما حقوق الأطفال، لانتهاكات كبيرة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم وضمان حماية الفئات الضعيفة.