واحدة من أكثر الأسئلة التي يطرحها المرضى المغاربة عند الحديث عن عملية الفغرة المؤقتة (الشرج الإصطناعي) هي: " واش نقدر نصلي وندير الوضوء ؟"
الجواب يأتي سريعاً من الأطباء ومن أهل الفقه: نعم، يمكنكم الصلاة بشكل عادي، والفغرة لا تمنعكم من الطهارة ولا من أداء عباداتكم.
تحدٍّ طبي ورسالة أمل
عندما يُشخَّص المريض بورم خبيث في المستقيم السفلي، يكون هدف الفريق الطبي مزدوجاً:
استئصال الورم بالكامل لإنقاذ حياة المريض.
الحفاظ على كرامته وجودة حياته اليومية.
وفي الحالات التي تكون فيها الكتلة السرطانية بعيدة عن العضلة العاصرة للشرج " المخرج" يمكن للجراح استئصال الورم دون المساس بهذه العضلة، ما يسمح للمريض بالتحكم الطبيعي في عملية الإخراج بعد الشفاء.
لكن لضمان التئام الخياطة الجراحية بشكل مثالي وتفادي أي مضاعفات خطيرة، قد يقترح الجراح إجراء فغرة مؤقتة أو شرج إصطناعي وقائي.
إجراء وقائي... وليس قدراً محتوماً
العملية بسيطة من حيث المبدأ: يتم توصيل جزء صغير من الأمعاء بفتحة على سطح البطن، بحيث تخرج الفضلات إلى كيس خارجي لفترة محدودة.
هذه الخطوة مؤقتة، وتستمر فقط لأسابيع أو بضعة أشهر، إلى أن يتأكد الجراح أن المنطقة الداخلية شُفيت تماماً.
بعد ذلك، تتم عملية ثانية صغيرة لإغلاق الفتحة وإعادة الأمعاء إلى مسارها الطبيعي.
الوضوء والصلاة محفوظان
هنا يأتي الجانب الذي يهم المرضى المغاربة: الطهارة والعبادات.
يؤكد الأطباء والفقهاء أن الفغرة لا تمنع الطهارة الشرعية، بل يُعامل صاحبها معاملة مثل إشكالية أخرى مثل سلس البول.
يكفي للمريض أن يتوضأ لكل صلاة مفروضة.
يغيّر الكيس أو يفرغه عند الحاجة مع اتخاذ الاحتياطات الصحية.
هذا التوضيح يطمئن المريض ويزيل عنه الحرج النفسي، مما يسهل قبوله للعلاج.
فوائد طبية واضحة
حماية مكان العملية من مرور البراز قبل الأوان.
تقليل خطر الالتهابات أو التسرب، وهما من أخطر المضاعفات.
تسريع الشفاء وضمان عودة أسرع للحياة الطبيعية.
عودة للحياة الطبيعية
بعد اكتمال الشفاء، تُغلق الفغرة ويستعيد المريض نمط حياته الطبيعي تقريباً كما كان قبل العملية، مع راحة هضمية أكبر وشعور بالطمأنينة.
الرسالة الأهم:
الشرج الصناعي المؤقت ليس حكماً بالإدانة ولا انتقاصاً من الكرامة، بل درع طبي واقٍ يمنح الجسم فرصة للشفاء في أمان، مع احترام كامل للعبادات والحياة الروحية اليومية للمريض.