كما تطرق في محاضرته الى إشكالية الإقصاء الاجتماعي التي يعاني منها الشباب وضعف مشاركته في مختلف المجالات، على الرغم من الأهمية الديمغرافية التي تعزز تواجدهم، مما يعيق استغلال إمكاناتهم الكاملة، وهو ما يبدو جليا على مستوى سوق الشغل، والمشاركة السياسية، والنسيج الجمعوي ، وتعد البطالة من أبرز التحديات التي تواجه الشباب المغربي، وتؤثر بشكل مباشر على استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
كما سلط الباحث الضوء على إشكالية المشاركة السياسية للشباب، حيث أشار الى أن تمثيلهم في المؤسسات المنتخبة لا يزال ضعيفًا، وهو ما يترجمه الواقع وتؤكده الأرقام، ففي الانتخابات الجماعية لسنة 2021، لوحظ أن هناك عزوفًا ملحوظًا للشباب عن العملية الانتخابية، كما أن نسبة الشباب المسجلين في القوائم الانتخابية لا تتعدى 20% وفقًا للأرقام المتاحة في مارس 2024، مما يوضح أن الشباب لازال يعاني من معيقات تحد من اندماجه في الحياة الانتخابية.
كما سلط الضوء على إشكالية ضعف حضور الشباب على مستوى المؤسسات المنتخبة وعلى مستوى المراكز القيادية للأحزاب السياسية، حيث تم تحويل الشباب الى مضخة لتأجيج الصراعات وتصفية الحسابات بدل أن يكونوا مصدرا للتغيير الديمقراطي .
وتطويـر مراكـز الوسـاطة والدعـم النفسـي مـع المواكبـة والتحسـيس للحـد مـن ظاهـرة الهـدر المدرسـي والجامعـي و تفعيـل نظـام القـروض الموجـه للشـباب المتعلمـين الراغبـين في الاستفادة منهـا لمتابعة دراسـتهم العليا وإحداث نظـام خـاص للمقاولـة الشـابة يتمتـع بمرونـة كافيـة علـى مسـتوى التشـغيل ويخـول لهـا الحصـول علـى قـروض بشـروط تفضيلية والولوج لصناديق الاسـتثمار والاسـتفادة مـن التخفيضـات والإعفـاءات الضريبيـة ، وتفعيل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي والمجلس الأعلى للطفولة وهما الهيئتان المنصوص عليهما في الدستور.
واختتم اللقاء بفتح المجال لتدخلات الشباب الحاضرين الذين تفاعلوا مع مضامين المحاضرة عبر طرح أسئلة واستفسارات تهم السياسات العمومية في مجال التعليم والتشغيل والثقافة والرياضة كما تطرقوا الى الصعوبات والإكراهات التي يعاني منها الشباب في العالم القروي، خاصة في المناطق المعزولة التي تعاني من غياب النقل المدرسي وندرة المؤسسات التعليمية والمرافق الصحية مما حول اللقاء إلى حوار ثري بين الباحث والحضور المنتمي الى مختلف فروع حركة الطفولة الشعبية على الصعيد الوطني .