العامل حسن الرحموني يتناول العشاء في بيت المرحوم أحمد فرس
في شهر غشت من سنة 1992، سيتم تعيين حسن الرحموني عاملا على عمالة المحمدية. الرحموني كان قبل هذا التعيين، مديرا للشؤون العامة بوزارة الداخلية والإعلام قطاع الإعلام (حاليا وزارة الاتصال). وهي الوزارة التي كنت أشتغل بها من دجنبر 1986 إلى شتنبر 1992. عملت فيها مع الرحموني مستشارا لمدة أربعة أشهر فقط.
عندما جئت لتهنئته بمقر العمالة، أصر علي بالالتحاق به ووعدني بالسيارة والسكن وعدد من الامتيازات. وبما أنني كنت أتنقل يوميا من الدار البيضاء إلى الرباط يوميا عبر القطار، فإنني وافقت على الفور. لكن كل الوعود ستتبخر وهذا موضوع طويل سأعود له في مناسبة قادمة.
مباشرة بعد تعيينه، نسج العامل الرحموني علاقة وطيدة مع بعض شخصيات مدينة المحمدية المؤثرة، وطبعا في مقدمتها المرحوم أحمد فرس. بحث العامل عن توظيف هذه العلاقة لتحسين صورته أمام الرأي العام الفضالي، والحضور المتوالي بالإعلام.
ففي المناسبات الوطنية، كان يكلف أحمد فرس بتنظيم مباراة بين قدماء لاعبي شباب المحمدية والمنتخب الوطني. كما أشرف "مول الكرة" بتكليف منه على دوري في كرة القدم المصغرة "ميني فوت" بمشاركة بعض المؤسسات الاقتصادية بالمدينة والتي قدمت 12 ألف درهم عن كل لوحة إشهارية محاطة بالملعب الذي تم تجهيزه بالحديقة الكبرى (المعروفة ببارك المحمدية parc).
يشار إلى أن المجلس الجماعي لمدينة المحمدية المنتخب أيضا في شتنبر 1992، كان تحت قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي؛ برئاسة رجل فذ واتحادي قح هو المرحوم عبد الرحمان العزوزي ونائبه اتحادي أصيل آخر هو لحسن مزواري وآخرين. تميزت الفترة بالتوتر بين العامل ومكونات المجلس. إضافة إلى أن جريدة "الاتحاد الاشتراكي" كانت تهتم بما يجري بمدينة المحمدية، ولن ينسى البعض من أبناء فضالة تلك الحملة على دوري الميني فوت الذي وضعت له الجريدة اسم "ميني دانون" لأن الشركة المنتجة كانت تحضر كل مساء بالملعب وتوزع أكياسا من دانون.
في نفس السياق، تم تكليف المرحوم أحمد فرس وصديقه العاشق المتيم بحب شباب المحمدية ولد خلوق رحمه الله بتنظيم دوري لاكتشاف المواهب الكروية.
في سنة 1993، سيتم افتتاح مدرسة أشبال الأطلس لمؤسسها أحمد فرس وبتشجيع وتحفيز ودعم من الرئيس المدير العام للبنك العقاري والسياحي عثمان السليماني الذي كان يشغل رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في سنة 1976، عندما فاز المنتخب المغربي بكأس أمم أفريقيا. فيما بعد سيدعو فرس إلى التوظيف بالبنك المذكور.
وبما أن المدرسة افتتحت في عهد العامل الرحموني، فإنه حاول الظهور في تغطية الحدث من طرف وسائل الإعلام إلى جانب وزير الشباب والرياضة آنذاك عبدالله بلقزيز وشخصيات أخرى، علما أنه لم يقدم لمؤسس المدرسة أي شيء.
عندما تحضر سيرة العامل حسن الرحموني في حديثنا، كان الحاج فرس يتذكر أنه كان يتردد على بيته باستمرار، وعندما يفتحون له الباب كان دائما يقول: "كاين شي عشا؟". كان يلعب على تكوين صورة رجل سلطة متواضع.
لن أنسى تضامن المرحوم أحمد فرس معي عندما علم وتأكد من تعامل العامل الرحموني معي لأنني رفضت رفضا مطلقا أن أشتغل معه كما أراد. لقد زاد احترامه لي عندما تأكد من صدق مواقفي علما أنني كنت أقرب شخص للعامل عندما انتقلت من الرباط للعمل معه بالمحمدية.
بعد قضاء سنتين بمدينة المحمدية، سيتم تعيين حسن الرحموني بعمالة الحي الحسني عين الشق..من يومها تناسى شخصا اسمه أحمد فرس. فلم يعد يسأل عنه والحمد لله أن المرحوم لم يكن في حاجة إليه ولا لغيره..
يتبع..