في إطار استراتيجيتها الرامية إلى جعل الفعل الشبابي رافعة أساسية للتنمية المجتمعية، تنظم جمعية الشعلة للتربية والثقافة الجامعة الوطنية الثانية للشباب تحت شعار: "من أجل شباب مؤمن بقيم المواطنة والتطوع"، وذلك بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، في الفترة الممتدة من 19 إلى 23 شتنبر 2025 بمخيم آكلو – مدينة تيزنيت، بمشاركة 100 شاب وشابة يمثلون مختلف جهات المملكة.
وتأتي هذه الجامعة الوطنية في سياق حرص الجمعية على إتاحة فضاءات للتكوين والتأطير الجماعي، حيث يشكل اللقاء مختبرا سوسيولوجيا مفتوحا لتقاطع التجارب والأفكار والرؤى. فالشباب القادمون من خلفيات اجتماعية وثقافية متعددة، سيجتمعون في فضاء واحد ليشكلوا فسيفساء إنسانية وثقافية تعكس التنوع المغربي، وتتيح فرصة للحوار والنقاش حول القضايا الكبرى التي تستأثر باهتمام الأجيال الصاعدة.
وتسعى الجامعة إلى ترسيخ قناعة مفادها أن التكوين بالإضافة لكونه عملية أندراغوجية لنقل المعرفة، يعتبر سيرورة لإعادة بناء الذات الشبابية على أسس المشاركة الفعالة، الحوار الديمقراطي، والإيمان العميق بقيم المواطنة والتطوع.
ويتضمن برنامج الجامعة ورشات تكوينية تفاعلية، وجلسات للنقاش المفتوح، ولقاءات فكرية وثقافية، إلى جانب أنشطة إبداعية وتربوية وفنية، تروم مساءلة الإشكالات التي يواجهها الشباب اليوم، من تحولات اجتماعية وثقافية، إلى تحديات التشغيل والإدماج، إلى أسئلة العدالة المجالية والمساواة في الفرص.
وبالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الجامعة مساحة للتفكير في موقع الشباب داخل الحقل المدني ودور الجمعيات في إعادة الاعتبار للمجال العمومي كإطار للنقاش وتبادل الرؤى، بما يعزز حضور الشباب كقوة اجتماعية فاعلة وليست مجرد فئة هامشية أو متفرجة على التحولات. فمخيم آكلو بتيزنيت سيغدو فضاء رمزيا لتجربة جماعية يتعلم فيها الشباب معنى التضامن، المسؤولية المشتركة، وقيم العيش المشترك.
بتنظيم الشعلة لهذه الجامعة الوطنية الثانية، تؤكد جمعية الشعلة للتربية والثقافة من جديد التزامها التاريخي ببناء أجيال مؤمنة بالعمل الجماعي، قادرة على النقد والإبداع، ومهيأة للإسهام في صياغة مستقبل أكثر عدلا ومواطنة. إن جمع أكثر من 100 شاب وشابة في هذا الفضاء التربوي ليس حدثا عاديا بقدر ما هو إعلان واضح على أن الشباب المغربي يطمح اليوم لأن يكون طرفا أساسيا في صناعة التغيير، لا مجرد متفرج عليه.