التمسماني: الدعم المباشر للأسر الهشة.. من القلق الشهري إلى الاستقلال الاقتصادي

التمسماني: الدعم المباشر للأسر الهشة.. من القلق الشهري إلى الاستقلال الاقتصادي سعيد التمسماني
بالرغم من النوايا الطيبة للسياسة الاجتماعية المغربية، يظل الهاجس اليومي للأسر الهشة هو الخوف من فقدان الدعم المالي كل شهر. هذه المخاوف تعكس ضعف الثقة في البرنامج، إذ يرى كثير من المستفيدين أن الدعم مجرد مبلغ مالي مؤقت، لا يرتبط بفهم حقيقي لأهداف السياسة أو فرصة للخروج من دائرة الاعتماد.
 
القصور في المصاحبة والدعم التقني
الواقع الميداني يبرز أن غياب مصاحبة تقنية حقيقية لكل أسرة يحد من قدرة البرنامج على تحقيق هدفه الأسمى: تمكين الأسر من تحسين مستوى معيشتها والخروج من دائرة الفقر. تقديم الدعم المالي وحده لا يكفي لإحداث تحول اقتصادي حقيقي، إذ يجب أن يقترن بتدريب، تكوين مهني، وإرشاد لإنشاء مشاريع صغيرة تدر دخلاً مستداماً، ما يعفي الأسر تدريجياً من الاعتماد على الدعم المباشر.
 
آلية مقترحة للاستدامة
مصاحبة فردية لكل أسرة: تقديم الدعم المالي بالتوازي مع استشارات تقنية، تدريب على المهارات وإرشاد لإنشاء مشاريع صغيرة أو أنشطة مدرة للدخل.
تدوير الدعم: بمجرد أن تحقق بعض الأسر استقلالها المالي، يتم توجيه الدعم المالي إلى أسر أخرى في أمس الحاجة، مع استمرار المتابعة لضمان نجاح مشاريعها، وهكذا تتوسع دائرة الاستفادة تدريجياً بطريقة مستدامة.
تعزيز الثقة في البرنامج: من خلال التواصل المستمر مع الأسر، شرح أهداف البرنامج، وبيان أن الدعم ليس مجرد مساعدة مؤقتة، بل خطوة نحو الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي.

خلاصة تحليلية
حتى يتحول الدعم المباشر من إجراء رقمي روتيني إلى أداة حقيقية للتنمية الأسرية المستدامة، يجب أن يكون هناك مصاحبة حقيقية ومستمرة لكل أسرة. هذا الأسلوب يحقق هدفين أساسيين: تمكين الأسر من تحسين مستوى معيشتها واستقلالها المالي، وفي الوقت نفسه منح فرصة لأسر أخرى في أمس الحاجة، بما يعكس العدالة الاجتماعية ويجنب المغرب مخاطر “سرعتين” التنمية التي حذر منها جلالة الملك.