تستعد فرقة نقولو Action لتقديم عرضها المسرحي الجديد “هاربات” على خشبة المركز الثقافي بنسليمان في أوائل شهر أكتوبر 2025، وذلك في إطار برنامج دعم وإنتاج وترويج الأعمال المسرحية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة برسم سنة 2025.
وتطرح المسرحية قضية إنسانية شائكة، من خلال قصة أربع شخصيات دفعتهن الأقدار إلى الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل، ليجدن أنفسهن محتجزات في فضاء مغلق أشبه بالنفق، حيث يتحول الحلم إلى كابوس، والأمل إلى سراب.
تتميز شخصية شامة بكونها سابقة في هذا المكان، فهي تعرف جميع خباياه وأسراره، وتحاول حجز كل فتاة جديدة والتحكم في مصيرها، مقنعة إيّاها بأنها تسعى لمساعدتها على الهروب. لكنها في المقابل تمنع الجميع من الصعود إلى الأعلى، بدعوى أن ما ينتظرهم هناك ليس سوى الموت.
هذا السلوك الملتبس يخلق لدى باقي الشخصيات ولدى المتفرج انطباعًا بأنها تستغل سلطتها لغرض آخر، بل وربما لإيهامهن بمساعدة زائفة تُخفي وراءها استغلالًا أبشع.
في مقابل شامة، نجد شخصية سعيدة التي تستسلم للخوف والطاعة، بينما تدخل أمال لتكتشف بسرعة أنها عالقة في الدوامة ذاتها. أما عائشة فتظهر كطيف في مشاهد فلاش باك، تسرد معاناتها وانتحارها، لتعمّق البعد المأساوي للعمل وتجعله أكثر قسوة على المتلقي.
المسرحية، التي يجسد أدوارها: خولة احجاوج- أمنية الشفشاوني- هاجر المسناوي- حفصة الخال، ويوقعها إخراجيًا عبد الفتاح عشيق، تأليف: حفصة الخال تمزج بين التراجيديا الإنسانية والتوتر النفسي، موظفة الديكور والإنارة لإبراز الصراع بين الحياة والموت، وبين الوهم والحقيقة.
إن “هاربات” ليست مجرد عمل مسرحي عن الهجرة والمعاناة، بل هي مرآة تعكس الجانب المظلم للبحث عن الخلاص، وترصد حدود الإرادة الإنسانية، وتدفع الجمهور للتساؤل: هل الخلاص ممكن فعلًا، أم أنه وهم جديد يقود إلى هاوية أخرى؟