نظمت شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية لقاء المساءلة الاجتماعية بمدينة خميس الزمامرة التابعة لعمالة سيدي بنور يوم الأحد 7 شتنبر 2025، في موضوع: "تقييم ظاهرة المواسم الدينية بمنطقة دكالة على غرار واقعة موسم مولاي عبد الله أمغار" بمشاركة ثلة من الأكاديميين إلى جانب فعاليات جمعوية ومدنية وحقوقية.
لقاء المساءلة الاجتماعية الهدف منه، حسب الأستاذ محمد بلعيدي رئيس شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية، هو فتح نقاش عمومي واقعي، يروم المطالبة بإصدار قانون ينص على إلغاء المبيت في فضاء موسم مولاي عبد الله أمغار الذي يستقطب عدد هائلا من الزوار من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، مما يصعب معه ضبط الأمواج البشرية التي تحج كل سنة لهذا الموسم التراثي والديني.
وقد جاء تنظيم لقاء المساءلة الاجتماعية في الموضوع المشار إليه أعلاه، على إثر موجة الاستنكار التي قادها فاعلون مدنيون وحقوقيون بعد فضيحة الاعتداء الجنسي الذي تعرض له قاصر ينحدر من مدينة اليوسفية. في هذا السياق صرح ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الفاعل الحقوقي حميد الراودي الذي شارك في نفس اللقاء مؤكدا على أن ملف الطفل الذي تعرض للاغتصاب بموسم مولاي عبد الله أمغار يعرف طريقه نحو العدالة والإنصاف. وأوضح بأن الطفل/الضحية يوجد اليوم في أحضان مركز الإيواء بمدينة الدار البيضاء بمؤسسة "الدَّارْ دَارْنَا" بتعليمات من الأميرة لالة مريم، حيث المواكبة النفسية والرعاية الصحية رفقة والدته...وسيعود لمقعده الدراسي في الأيام القادمة.
لقاء المساءلة الاجتماعية كان خاصا واستثنائيا، على اعتبار أن المجتمع الديمقراطي مطالب اليوم بفتح نقاش عمومي من خلال البلاغ الإستنكاري السابق الذي أصدرته شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية، والذي طالبت عبره بضرورة إصدار قانون ينص على إلغاء المبيت بالخيم داخل فضاء موسم مولاي عبد الله أمغار خاصة، وبمواسم منطقة دكالة عموما، بعد صفعة واقعة الاعتداء الجنسي على طفل قاصر سنة 2025، بالإضافة إلى العثور على جثة مطمورة وسط الرمال خلال تنظيم موسم مولاي عبد الله سنة 2024. وفق تعبير الأستاذ محمد بلعيدي رئيس ذات الشبكة.
في سياق متصل فقد شارك في ندوة لقاء المساءلة الاجتماعية العديد من الفعاليات الجمعوية والمدنية والتربوية والحقوقية، حيث تناول المتدخلون محاور تخص الجانب الديني والروحي كركيزة أساسية بصمت مسار موسم مولاي عبد الله أمغار. بالإضافة إلى ورقة عن الموروث الثقافي الشعبي، في حين قاربت بعض المداخلات جانب الوضع الاجتماعي، ثم مناقشة الموضوع من الزاوية التربوية والحقوقية.
واعتبر رئيس الشبكة أن فتح النقاش العمومي حول الموضوع هو إسهام هذه الفعاليات مع مختلف المسؤولين والمنتخبين من أجل إصدار قرار حكيم يقضي بصون والمحافظة على كرامة المواطنات والمواطنين وفي نفس الوقت الإجابة على انتظارات مختلف الشرائح الاجتماعية التي ترتبط بمحطة هذا الموسم التاريخي والتراثي والديني..الذي يحتاج إلى التفكير الرصين. بحكم أنه لم يعد مسموحا تنظيم مثل هذه المواسم بهذا الشكل الذي يسيء للذاكرة الجماعية، ويلاقي التهجين وينعت بالقبح، بعد أن زاغ عن سياقه الديني والتربوي والاجتماعي والترفيهي والفرجوي، حيث أضحى الموسم موسوما بالممارسات غير الأخلاقية المعاكسة لقيم الكرامة الإنسانية وللموروث الثقافي والتراث الشعبي على جميع المستويات.
واستغرب رئيس الشبكة محمد بلعيدي كون أن إقليم الجديدة معروف بمحطتين أساسيتين كل سنة، فهناك الدورة السنوية العالمية لمعرض الفرس للجديدة الذي يعد قبلة لعشاق الخيل والبارود، وتربية الخيول، وفضاء للثقافة والفكر وصناعة الفرجة واستقطاب الأمواج البشرية التي تحج لفضاءاته الرائعة والمبهرة، حيث التنظيم بمواصفات وشروط راقية وبمشاركات دولية جد وازنة، وبالمقابل هناك محطة موسم مولاي عبد الله أمغار الذي مازال ينظم بطريقة تقليدية "بدائية ومتخلفة" بل مازال لم يرقى إلى التنظيم المحكم والجيد على جميع المستويات.
واستغل الفرصة في نفس السياق رئيس الشبكة ليوجه رسالة مباشرة للقائمين على تنظيم موسم مولاي عبد الله من خلال الشبكة التي كانت قد أصدرت بلاغا تنديديا في موضوع اغتصاب الطفل القاصر، حيث طالب بضرورة الحسم مع كل مظاهر الإساءة للموسم وصورته التاريخية، سواء من خلال الممارسات غير الأخلاقية والشعوذة والنشل والاعتداءات الجسدية.
في هذا السياق طالبت الشبكة بأهمية التفكير الجدي في صياغة مشروع تنظيم الموسم ومرافقه الدينية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية والفرجوية التي وجب الاقتصار فيها على الفترة النهارية فقط، مع إعطاء أولوية للسياحة الداخلية من خلال وضع مشاريع استثمار تخص إحداث مركبات ومراكز استقبال كفضاءات وبنية استقبالية، فضلا عن أهمية بناء مراكز خاصة بعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ووحدة صحية، علاوة عن إحداث مرافق صحية وبيئية تلبي حاجيات الزوار.
ومن أهم النقط التي طالب بها العديد من الفعاليات الجمعوية لتفادي وقوع أحداث مشابهة، تلك المتعلقة بضرورة إخلاء جنبات شاطئ البحر بمولاي عبد الله من خيم المبيت ليلا والتي تنتشر كالفطر دون حسيب ولا رقيب عبر طريق الجرف الأصفر، مما يصعب ضبط العديد من الممارسات المخلة بالحياء واحترام الزوار، هذا فضلا عن إصدار قرار عاملي يقر بعدم المبيت بالموسم.
وبخصوص فضاء تراث فن ورياضة التبوريدة الذي سيتقطب العديد من الفرسان والخيول إلى جانب عشاق الفروسية التقليدية، فهناك دعوة ملحة لتنظيم الخيم، وتوفير الأمن بمحيطها، وإبعاد المشبوهين من القرب منها، بالإضافة إلى إحصاء وتنظيم مرافق التبضع والتسوق، وترتيب وإحصاء العاملين بها، دون التفريط في وضع تصور يخص تنظيم فضاءات المقاهي وحماية المستهلك من المتربصين بفرصة ترويج المنتوجات المشبوهة.