بوزفور: عوض التصفيق.. كيف تحول الجماهير ملاعب الكرة لساحات نزال متناغمة؟

بوزفور: عوض التصفيق.. كيف تحول الجماهير ملاعب الكرة لساحات نزال متناغمة؟ محمد بوزفور الرئيس السابق لقسم الأمن الرياضي بالمديرية العامة للأمن الوطني
أكد محمد بوزفور الرئيس السابق لقسم الأمن الرياضي بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن الحضور الجماهيري الحماسي والمنظم هو جوهر إثارة المباريات ودعم المنتخب. 
وجاء تعليق المسؤول الأمني السابق على خلفية احتضان ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط في نسخته الجديدة لمباراة المغرب والنيجر، الجمعة 5 شتنبر 2025. وأكد بوزفور على أن الجمهور ليس مجرد متفرج صامت، بل عنصر فاعل يخلق ضغطاً على الخصم ويزرع الرهبة..


كُرة القدم ليست صالة أوبرا حتى يُختزل جمهورها في مشاهِدين صامتين يُصفِّقون بأدب وينصرفون بلا بصمة. 
الملاعب تعيش بحرارة الهتاف وضغط اللحظة، والجمهور جزء من اللعبة لا مجرد ديكور. صحيح أن البرود قد يبدو تنظيمًا أسهل، l’organisation par le vide، لكنه في العمق يُفرغ التجربة من روحها، ويحَوِّل المنتخب إلى أفراد يفتقدون إلى الدعم النفسي.
حضور شرائح من الفصائل، بكل ما تملك من خبرة في الطقوس والهتاف، يظل ضروريًا شرط أن يتم داخل إطار من المسؤولية والانضباط والتنسيق القبلي مع سلطات التنظيم في الولوج القبلي وتنصيب التيفوهات وغيرها من التفاصيل.  
فالتأمين للمنافسات لا يُلغي حضور الشغف، بقدر ما يُرجح الذكاء في إدارة التفاعلات الجماهيرية، بحيث يُصبح الحماس طاقة منظمة وخلاقة لا فوضى.  
المنتخب يحتاج جمهورًا يعرف كيف يضغط على الخصم ويزرع الرهبة، لا جمهورًا يمتص إيقاع المباراة بانفعالاته الباهتة.  
إن نجاح التنظيم ليس في انتقاء العينات من المتفرجين، بل في تحويلها إلى قوة حقيقية تدعم الفريق الوطني وتحافظ في الوقت نفسه على سلامة الجميع، والدليل الأكبر ما صنعه الجمهور المغربي في مونديال قطر، حين هتف وضغط (بشراسة) جماعية ذات بُعد وطني منضبط، جعلت العالم كله يتحدث عن تأثيره الخارق للعادة في أجواء المباريات وفي اللاعبين وفي استثباب الأمن.