القاسمي وفردوس.. أصوات ارتبطت بالمهرجانات الشعبية وذاكرة حية للتبوريدة المغربية

القاسمي وفردوس.. أصوات ارتبطت بالمهرجانات الشعبية وذاكرة حية للتبوريدة المغربية محمد القاسمي وأحمد فردوس يساهمان بخبرتهما في إنجاح فعاليات الفروسية التقليدية من خلال التنشيط والتنظيم
في مشهد الفروسية التقليدية وطقوس "التبوريدة"، تبرز أصوات لا تقل حضوراً عن صوت البارود ورنين البنادق. إنها أصوات محمد القاسمي وأحمد فردوس، اللذان تحولا بمرور السنوات إلى علامتين بارزتين ارتبطت بهما مختلف المهرجانات والمواسم الشعبية عبر ربوع المملكة.
 
أضحى الجمهور المغربي بمختلف جهاته يميز المهرجانات من نبرات صوتيهما. فأحمد فردوس، بصوته الرنان من منصة الإذاعة، يضفي على العروض نكهة خاصة، ويخلق تفاعلاً حماسياً بين الجمهور والفرسان، جامعاً بين الأداء الفني والرصيد المعرفي الواسع بتاريخ الفروسية التقليدية. أمّا محمد القاسمي، فيتخذ موقعه القريب من منصة الانطلاق، حيث يشرف بدقة على المناداة على السربات، وضبط أسمائها وترتيبها، ليضمن الانسجام والتنظيم الذي تحتاجه هذه الفرجة الأصيلة.
 
لقد راكم الرجلان تجربة طويلة جعلتهما يعرفان السربات والفرسان عن ظهر قلب، ويحفظان تاريخهم ومسارهم، وهو ما منح حضورهما قيمة مضافة جعلت منهما ذاكرة صوتية للتبوريدة المغربية. فحضورهما لم يعد يقتصر على التنشيط، بل أضحى شهادة حية على مسار طويل من الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، ونقله للأجيال بأسلوب يجمع بين الأصالة والإبداع.
 
وقد كان حضورهما بارزاً أيضاً في النسخة 18 من مهرجان الصخور الرحامنة، حيث أضفيا على فعالياته نفس الحماس والتنظيم، مما جعل أجواءه أكثر تميزاً وإشعاعاً، وساهم في إنجاحه إلى جانب باقي المكونات المنظمة.
 
وبين المنصة والميدان، بين صوت فردوس القوي وإدارة القاسمي الدقيقة، يظل اسماهما ركيزتين أساسيتين في نجاح مختلف المهرجانات الشعبية، من الرحامنة إلى باقي جهات المغرب، حيث لا يكتمل المشهد التراثي إلا بوجودهما.
إنهما، بحق، صوت التبوريدة المغربية وذاكرة المهرجانات الشعبية، وأحد أسرار استمرار هذا التراث العريق في التألق جيلاً بعد جيل.