تارودانت...فلاحون يرفعون صوتهم في وجه أزمة المياه وينتظرون حلولا عملية من محطة التحلية

تارودانت...فلاحون يرفعون صوتهم في وجه أزمة المياه وينتظرون حلولا عملية من محطة التحلية جانب من اللقاء
شهدت أولاد تايمة (تارودانت) بجهة سوس ماسة، نهاية الأسبوع، لقاء تواصليا بدعوة من جمعية الفلاحين المتحدين، خُصّص لمناقشة أزمة مياه السقي وتداعيات الجفاف على القطاع الفلاحي، إضافة إلى آفاق مشروع محطة تحلية مياه البحر المرتقب إنجازها بجهة سوس ماسة (تزنيت–تارودانت).
 
الخسائر تتفاقم تحت وقع الجفاف والحرارة
وبسط الفلاحون المشاركون، إلى جانب أعضاء من الغرفة الفلاحية، جملة من الإشكالات المرتبطة بندرة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج، خصوصا بعد موجة الحرارة المفرطة التي عرفتها المنطقة الأسبوع الماضي، والتي تسببت، بحسب تصريحاتهم، في خسائر كبيرة لمنتوجات الخضر والفواكه.
 
وحسب معطيات رسمية سابقة، فإن جهة سوس ماسة توفر أزيد من 60% من حاجيات السوق الوطنية من الخضر و40% من صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية، ما يجعل أي اضطراب في منظومة الري تهديداً مباشرا للأمن الغذائي الوطني.
 
انتظارات كبرى من مشروع محطة التحلية
وانصب النقاش على مشروع محطة تحلية مياه البحر المرتقب، باعتباره مشروعاً استراتيجياً لإنقاذ الفلاحة بالجهة من شبح الجفاف. 
 
وشدد الفلاحون على ضرورة إشراكهم في كل مراحل إنجاز المشروع، وتقديم الدراسة التقنية المتعلقة به بشكل شفاف، بالنظر إلى حجم التأثير الذي سيحدثه على مستقبل أراضيهم الزراعية ومعيشتهم.
 
ويُرتقب أن تغطي المحطة حاجيات سقي آلاف الهكتارات الممتدة بين تزنيت وتارودانت، حيث تشير التقديرات الحكومية إلى أن المشروع سيوفر ما يقارب 125 مليون متر مكعب من المياه سنويا، موجهة للقطاعين الفلاحي والمنزلي على حد سواء.
 
دعوات إلى دعم مؤسساتي وبرلماني
واكدت المداخلات على حاجة الفلاحين إلى مواكبة أكبر من وزارة الفلاحة والغرفة الفلاحية وبرلمانيي الجهة، سواء عبر الدعم المباشر أو عبر تيسير الولوج إلى المعلومة، مبرزين أن الاستمرار في تجاهل مطالبهم سيزيد من هشاشة القطاع.
كما دعا الحاضرون إلى وضع استراتيجية واضحة لمواكبة الفلاحين الصغار والمتوسطين الذين يشكلون العمود الفقري للمنظومة الفلاحية بالجهة، في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار المدخلات الفلاحية وتراجع المخزون المائي بالسدود إلى أقل من 20% في بعض المناطق وفق بيانات وكالة الأحواض المائية.
 
بين الأزمة والأمل
وبحسب المهنيين، فقد عكس اللقاء التواصلي بأولاد تايمة حجم القلق الذي يعيشه الفلاحون، كما كشف أيضا عن أملهم الكبير في مشروع التحلية كمنقذ استراتيجي لجهة سوس ماسة، شريطة أن يتم تنزيله في إطار شفاف وتشاركي يضمن استفادة جميع الفاعلين.