أريري: المونديال والملعب الكبير.. فرصة المغرب لمصالحة الدار البيضاء مع الساحل

أريري: المونديال والملعب الكبير.. فرصة المغرب لمصالحة الدار البيضاء مع الساحل عبد الرحيم أريري
المغرب، وهو يستعد لاحتضان مونديال 2030، أمامه فرصة لإحداث وثبة في المشهد الحضري بالمدن المصنفة لاحتضان المباريات العالمية: الدار البيضاء، طنجة، الرباط، أكادير، فاس مراكش.

إن محطة المونديال ليست هي تشييد الملاعب وحسب (ولو أن هذه المنشآت الرياضية مهمة لأنها شرط وجود للمونديال)، بل المونديال هو مناسبة لا تتكرر لكي يحقق المغرب إقلاعا حضريا بإعطاء هوية لكل مدينة مرشحة لاحتضان المقابلات، وتصحيح الاختلالات وردم الأعطاب الحضرية وتبني مخططا للتجديد الحضري، بما يجعل المدينة المغربية جذابة بطرقاتها وشوارعها وساحاتها ومنتزهاتها ومآثرها ومزاراتها وخطوط النقل الحضري فيها.

وبالنظر إلى أن الرهان الأكبر للمغرب هو الدار البيضاء التي اختيرت ضاحيتها لبناء الملعب الكبير، فالأمل هو أن يتدخل المسؤولون لتصحيح عيوب اختيار موقع الملعب (نواحي المنصورية)، عبر مصالحة الدار البيضاء مع البحر وإعداد سياسة جريئة تروم هدم البنايات التجارية والخدماتية واللوجستية بشاطئ عين السبع وسيدي عبد الله بلحاج وعكاشة وروش نوار وعند مدخل الميناء.

بالموازاة مع ذلك يبقى مطلوبا تهيئة ساحل الدار البيضاء من شاطئ زناتة إلى شاطئ مدام شوال بطريق طماريس مرورا بشاطئ النحلة بالبرنوصي، مع إحياء المشروع السياحي المهيكل "وصال"، الذي أقبر منذ سنوات الرببع العربي، والحرص على ربط المارينا مع وسط الدار البيضاء وشق المحج الملكي، وشق الطرق الكبرى لربط أحياء وسط المدينة بالساحل.

كل هذه التدابير لن يكون لها جدوى إن لم تحرص السلطات على إخراج المنتزهات والحدائق المبرمجة في وثائق التعمير إلى حيز الوجود، مع اعتماد مخطط جريء لتشجير 12.000 زنقة وشارع، أو على الأقل تشجير كل الشوارع الرئيسية والمحاور الطرقية والساحات العامة بمدينة الدار البيضاء.

فإذا كان العالم ينظر للمغرب باعتبار 2030 هي محطة لرهانات مالية ضخمة للمستشهرين و«صيادي الهمزة» في المونديال، فعلينا نحن أيضا أن نجعل من 2030 محطة للإعلان عن ميلاد مغرب آخر، مغرب قوي بمدن بهية ومتوهجة يصل إشعاعها إلى أقاصي الدنيا.