في إطار تخليد اليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت من كل سنة، نظمت جماعة أملن (تيزنيت)، بتنسيق مع جمعية الهجرة والتنمية، وبتعاون مع جمعية فستيفال تيفاوين، ملتقى "إنمودا تاروا نتمازيرت"، والذي يشكل موعدا سنويا لتبادل التجارب والآراء حول قضايا الهجرة، وتثمين الأواصر المتينة التي تربط مغاربة العالم بوطنهم الأم، ثقافيا وهوياتيا وتنمويا.
وقارب برنامج الملتقى، الذي شارك فيه كل من الحسين الإحسيني رئيس جمعية فيستيفال تيفاوين، عبد الرحمان حجي رئيس جماعة أملن، الحسين بويعقوبي " دكتور باحث بجامعة ابن زهر " ، طارق ادفقير عن جمعية الهجرة والتنمية، وأشرفت على تسيير الجلسة رشيدة بوسين، محاور متعددة تعالج جوانب تاريخية وثقافية وتنموية للهجرة، حيث تم تسليط الضوء على البدايات الأولى للهجرة بمنطقة سوس، خاصة نحو الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا، وذلك انطلاقا من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى.
كما جرى تقديم الكتاب الجماعي "الأمازيغ بين الضفتين: تاريخ مشترك وثقافة متعددة"، والذي يشكل مناسبة للغوص في البعد الثقافي للهجرة، من خلال استحضار دور الأمازيغية، لغة وهوية وذاكرة، في الحفاظ على الروابط مع الوطن الأصلي، وفي صياغة أشكال تعبير جديدة داخل بلدان الاستقبال، ساهمت في توطيد التعدد الثقافي والانفتاح.
وقارب الملتقى دور الجيل الأول من مغاربة العالم، الذين يشكلون الحلقة المؤسسة للهجرة المغربية، وتم طرح تساؤلات حول طبيعة ارتباطهم بالأرض، ليس فقط من منطلق الانتماء الجغرافي، بل كامتداد وجداني وثقافي وهوياتي عميق، ظل حاضرا في سلوكهم اليومي، من خلال التحويلات المالية، والبناء، والحفاظ على التقاليد والمناسبات، رغم الغربة والبعد.
وشهد الملتقى، الذي حضره ثلة من المهتمين والمهتمات ، تقديم شهادات حية وقصص ملهمة لمهاجرين ومهاجرات من أبناء المنطقة، ممن صنعوا مسارات ناجحة بين الضفتين، وتمكنوا من تحويل تجربة الهجرة إلى قوة اندماج وإبداع وعطاء، سواء في مجتمعات الاستقبال أو في خدمة الوطن الأم، وكيف ساهموا في تحويل الهجرة من معاناة فردية الى رافعة للاندماج والابداع، والمساهمة في تنمية مجتمعات الاستقبال والبلد الاصلي على حد سواء .
ويأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار المجهودات التي تقوم بها جماعة أملن من أجل إدماج بعد الهجرة في برامجها التنموية، وفتح آفاق جديدة لمشاركة الجالية في النهوض بالمنطقة، وكذا تفعيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى الاهتمام بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتيسير سبل انخراطهم في دينامية التنمية.
ويعد ملتقى "إنمودا تاروا نتمازيرت" مناسبة متجددة لبناء ومد جسور الثقة والانتماء بين أبناء جماعة أملن و منطقة تافراوت عموما المقيمين بالخارج وبلدهم الأصل، وفرصة للتفكير الجدي من اجل إشراكهم في رهانات و قضايا التنمية المحلية، واستثمار كفاءاتهم وتجاربهم في تحقيق إقلاع تنموي، يؤمن بالهوية، ويراهن على المستقبل.