تم بمقر المجلس العلمي المحلي ببوعرفة، الخميس 7غشت 2025، تسلم المهام من الرئيس المعفى محمد بنعلي إلى الرئيس المعين إبراهيم بوزهر، الآتي من عضوية المجلس العلمي المحلي بالحاجب.
وقد أشرف على هذه العملية موظف من الأمانة العامة، وآخر من المجلس العلمي الجهوي،على أن يتم التنصيب بعد غشت.علما أنه في التقاليد المرعية، أن التنصيب يسبق تسلم المهام. فلماذا هذا الاستعجال؟
كذلك جرت العادة، أنه لما يتم شغور منصب ما، في مختلف الإدارات، لعارض من العوارض، فإنه يتم تكليف من يتولى مؤقتا تسيير المرفق الإداري، إلى حين تعيين من سيتولى ذلك رسميا. وغير خاف أنه أن منصب الوالي في فاس و مراكش ما زالا شاغرين، وهي عواصم إمبراطورية للمغرب.
فلماذا الاستعجال في بوعرفة، علما أن منصب مندوب الشؤون الإسلامية هناك، ما زال شاغرا منذ مدة،ولم يتم الاستعجال في التعيين.
كل هذا مدعاة للشك.ولن يحد اتهام الوزارة لمن يشكك في أداء المجلس العلمي الأعلى والوزارة والمجلس الجهوي بالشرق، بأنه "موسوس مرتاب"، من انتهاج الشك حتى يحصل الاطمئنان،لأن الشك هو الموصل للحقيقة من منظور الدين نفسه.
ويبقى في المضمون، هل سيكون خلَف بنعلي على نهج تمغربيت،كما كان بنعلي ،أم أنه سيمثل أداة لاختراقات نوعية على طريق التحكم الأصولي في الحقل الديني؟
ويبقى في الشكل، أمر "الغياب" كمبرر لإعفاء بنعلي، هل راعى تعيين البديل عنه،أنه لن يتكرر ذلك معه؟مع أن المؤشرات المتوفرة لحد الآن تفيد أنه سيتكرر.بمعنى أن إعفاء بنعلي لا يقف خلفه أمر الغياب ولا التدوينة المعلومة،بل شيء آخر.أي بعبارة أخرى، إن هذا التعيين سينتج "فتنة" نقاش آخر.لكن هذه المرة لن تصدر الوزارة بيانا.
في كل الأحوال لن نستعجل الآن أمر فتح القوس قبل نضج موجباته، رغم أن فراسة المؤمن لا تخطىء.لكن على حواس الدولة، الكشف عن الخلايا النائمة خلف استعجال الوزارة لهذا التعيين،واستعجال محطة تسلم المهام قبل التنصيب.
ويتأسس هذا المطلب من جهة، على الرهان على تدقيق كاشفات حواس الدولة لوضع حد لاختلالات الحقل الديني، وكذلك على سد ثغرة طرأت مع احتكار الوزير صلاحيات المجال المحفوظ لأمير المؤمنين،حيث هناك في المجمل، دقة التحريات لما كان التعيين بظهير.أما التعيينات الوزيرية،فعيون الغربال فيها مثقوبة .وهذا مكمن السر في الفوضى التي تعرفها معظم المجالس العلمية المحلية،و تدني مصداقيتها...
لذلك يظل رهان التمدد الأصولي، هو الوجه الخفي في احتكار وزير الأوقاف لجانب مهم من المجال المحفوظ تاريخيا ودستوريا لأمير المؤمنين،فوجب الحذر حفاظا على الأمن الروحي للدولة/الأمة في المغرب!