تشهد أزقة وشوارع وسط مدينة وجدة ومحيطها فوضى عارمة، رغم المجهودات الجبارة والمستحسنة من طرف الساكنة، التي بذلتها السلطات المحلية، وجنّدت لها الموارد البشرية واللوجيستيكية، من أجل تحرير الملك العام من "الفراشة" والباعة الجائلين في العديد من النقاط السوداء، من بينها: شارع الحسن الثاني بطريق سيدي يحيى، وزنقة بودير، وشارع الضابط بلحسين وسط المدينة، بالإضافة إلى زنقة رأس عصفور وزنقة مولاي سليمان.
وقد اضطرت السلطات المنتخبة والولائية إلى نزع الملكية في إطار المصلحة العامة، مع جبر ضرر المستهدفين بهذا الإجراء، أي أنه تم تخصيص غلاف مالي لتوسيع الشبكة الطرقية، والدفع في اتجاه تحقيق انسيابية في حركة السير والجولان.
غير أنه لوحظت عودة قوية لمظاهر احتلال الملك العام، ما يثير مخاوف من استغلال توسعة الطرقات مرة أخرى من طرف هؤلاء الباعة. ومثل هذا الوضع من شأنه أن يُفرغ أي مجهود تنموي من مضمونه، خصوصًا إذا استُغل الملك العام بشكل مشوَّه، وأصبح يُمنح لمن يدفع أكثر.
إن هيبة الدولة تقتضي القطع مع مثل هذه الممارسات، التي لا تزيد إلا من نفور الساكنة والسياح، مهما كانت نواقصهم.