فرس كما عرفته عن قرب سلسلة حكايات لم ترو من قبل (13)

فرس كما عرفته عن قرب سلسلة حكايات لم ترو من قبل (13) الراحل أحمد فرس
طرائف مع المنتخب الوطني المغربي
لا بد من الإشارة في البداية الى أمر مهم وهو أن كل ما أحكيه في هذه السلسلة عن المرحوم الحاج أحمد فرس، سمعته مباشرة منه في إطار جلسات أو سفريات معه، استمرت لسنوات رفقة أصدقاء آخرين أغلبهم لاعبين سابقين بفريق شباب المحمدية.
 
 كان لاعبو المنتخب المغربي في سبعينيات القرن الماضي يقضون خمسة أيام مجتمعين في مركز واحد إما بمركز المعمورة بالرباط أو بفندق سامير حاليا (أفانتي) بالمحمدية..من الإثنين إلى الجمعة قبل العودة إلى فرقهم للمشاركة في منافسات البطولة.
 
ولكسر الملل والروتين، كان اللاعبون يمارسون إما لعبة "الضامة" أو لعبة الورق المعروفة ب"الروندة"..
وكما في كرة القدم، كان أحمد فرس متفوقا في اللعبتين كما سبق له التميز في رياضة كرة السلة قبل أن يعطي كامل وقته لكرة القدم.
 
وفي إحدى معسكرات الفريق الوطني، وخلال وجبة العشاء، اقتصر توزيع المشروبات الغازية "المونادا" على لاعبين معينين فقط دون غيرهم، من بينهم فرس طبعا..ما وقع أن عبد المجيد ظلمي رحمه الله لم يرقه هذا التمييز،  وكان في بداية التحاقه بالمنتخب، فنهض من مقعده وأخذ مشروبا غازيا، لكن المدرب مارداريسكو أعرب عن غضبه على اللاعب مما استدعى تدخل البعض لتهدئة الوضع..
 
هذا التمييز وقفت عليه شخصيا سنة 1999 بالرباط خلال إنجاز ربورتاج عن استعدادات المنتخب الوطني لألعاب القوى لكأس العالم بإسبانيا إشبيلية 99.. فخلال وجبة الغذاء التي حضرتها، ظهر له تمييز واضح بين وجبات الرباعي المجتمع حول طاولة واحدة هشام الكروج، نزهة بيدوان، صلاح حيسو وخالد بولامي وباقي العدائين.
 
كان يحكي لنا فرس كلما أتيحت الفرصة أن أغاني مجموعة ناس الغيوان كانت هي المفضلة لدى اللاعبين، وكانوا يرددونها وهم على الطريق في الحافلة، مما جعل المدرب الروماني مارداريسكو يحفظ كلمات بعض الأغاني دون أن يفهم معناها. على ذكر هذا المدرب الذي توج مع المنتخب الوطني بكأس أمم أفريقيا سنة 1976، فقد كان محط تنويه وإشادة 
من طرف المرحوم..فقد أكد لنا أنه كان مدربا ذا كفاءة عالية ومكونا ورجل تواصل بامتياز..
 
المنتخب المغربي المتوج بكأس أمم أفريقيا 1976
 
 
بخصوص التتويج بكأس أفريقيا سنة 1976، كانت المنحة هي مليون سنتيم توصل اللاعبون بنصف المبلغ بعد العودة إلى المغرب وبالنصف الثاني بعد مرور حوالي ستة أشهر..ورغم ما قام به الراحل فرس العميد والهداف من دور حاسم للفوز باللقب، فإنه لم يسع إلى منحة خاصة كما كان حاله بفريق شباب المحمدية..فقد كان يشدد على أنه مثل باقي اللاعبين.
 
الاستفادة الوحيدة لأحمد فرس بعد العودة من إثيوبيا سنة 1976 هي انتقاله من شركة سامير لتكرير النفط إلى البنك العقاري والسياحي بطلب من عثمان السليماني الذي كان رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومديرا عاما لهذه المؤسسة.

ظل موظفا هناك إلى أن تقاعد سنة 2007.
 
 
يتبع..