عرفت الدورة الثالثة عشرة من المعرض الوطني للكتاب المستعمل، الذي نُظّم في مقاطعة الفداء بالدار البيضاء وامتد على مدى ثلاثة أسابيع تقريبًا، تنظيم 60 نشاطًا متنوعًا، شمل توقيع أكثر من 80 كتابًا في ميادين الرواية، والشعر، والنقد، والأدب الشعبي، والسيرة، والتوثيق، والفن، بمشاركة أكثر من 210 فاعلين ثقافيين من كُتّاب ونقّاد وأساتذة جامعيين وصحافيين وفنانين وطلبة باحثين.
وواكب جمهور متنوع من جهات مختلفة هذه الدورة، وتراوح عدد زوار المعرض حوالي 116 ألف زائر، مما يؤكد التحول التدريجي للمعرض إلى حاضنة شعبية للثقافة والفكر.
وقد بلغ عدد الكتب المعروضة ما يقارب 300 ألف عنوان، بأثمنة تراوحت بين ثلاثة دراهم وعشرين درهمًا.
ومن أبرز محاور النقاش التي طُرحت خلال هذه الدورة: تحولات السرد والنقد الأدبي بالمغرب، من خلال عروض مثل: "النقد الأدبي الحديث"، "الفضاء الروائي في الخطاب النقدي"، و"أسئلة الذات وتحولات الكتابة". كما حَظي الأدب الشعبي المغربي بمكانة مركزية في التظاهرة، من خلال كتب عن الحكاية الشعبية، والزجل، والمعتقدات المحلية. وبرزت أيضًا مواضيع تتعلق بـ"الذاكرة الجماعية للمدينة"، من خلال فعاليات حول "درب السلطان"، و"المدينة القديمة"، و"ليالي الحجر الصحي"، فضلًا عن قراءات في أعمال عبد الله العروي، وجمال بندحمان، وسعد رحيم، ولحسن احمامة.
وشكّلت لحظات الذاكرة والوفاء بدورها محورًا إنسانيًا قويًا، من خلال تكريم رمزي للراحل مصطفى عربة، واحتفاء خاص بالقاص عبد الحميد الغرباوي، إضافة إلى أمسية شعرية في حضرة الشاعر نور الدين ضرار، ولقاء مؤثر لتوديع الشاعرة الطاهرة حجازي. كما انفتح المعرض على السينما والمسرح والفنون البصرية، من خلال لقاء مع المخرج هشام العسري، تبيّن من خلاله علاقة الإبداع البصري بالواقع الاجتماعي المغربي.
وفي مبادرة تثقيفية لافتة، خُصص حيز مهم من الفعاليات للإبداع المدرسي والشبابي، من خلال توقيع مؤلفات جماعية لتلاميذ المؤسسات العمومية، أبرزها كتاب "شعرية الإبداع المدرسي"، وكتاب "بويا". كما خصّ البرنامج الأطفال بورشة للرسم والتشكيل، ومعرض فني تشكيلي، إلى جانب مائدة مستديرة حول "السرد النسائي المغربي"، مما منح المعرض طابعًا منفتحًا على تعدد الأجيال والخطابات.